إن تهيمن وتتحكم بقرارات ومصير وطنك مليشيات ذات مشروع طائفي انتقامي، معناه أنك بدأت تفقد الوطن. في اليمن يعاني المواطن ويكابد تبعات الهيمنة الميليشاوية الحوثية من خلال الانقلاب على الشرعية، واستبدالها بشرعية جديدة سميت بـ «اللجان الثورية» والتي أدخلت اليمن في نفق العزلة الإقليمية والدولية. تتحدث إلى أحد القيادات الحوثية وتحسبه عاقلا ومتعلما فيما يتعلق بالعزلة الدولية والإقليمية وعواقبها، التي فرضت على اليمن نتيجة للانقلاب الحوثي وتشرح له خطورتها، تتفاجأ بحديثه الصادم وهو يقول: هذا انتصار «للثورة» -على حد زعمه- وبحسب الإملاءات الإيرانية له! تناست تلك القيادات الحوثية وغيرها من المغرر بهم أن الأوضاع الاقتصادية في اليمن منذ العام 2011م شبه منهارة، لولا وقوف الأشقاء إلى جانب اليمن، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، فكيف بنا اليوم في ظل الانهيار الاقتصادي المتسارع؟ وتناست تلك القيادات أنها مرتهنة للخارج أكثر من غيرها، بل أنها جزء من المشروع الإيراني في المنطقة! يبدو أن خيارات الحوثيين في مواجهة العزلة المحلية والدولية محدودة خاصة مع استعصاء مأرب المنتجة للنفط والغاز والمولدة للكهرباء، واستعصاء تعز والجنوب، خاصة أن هذه الجماعة لا تعتمد إلا على العنف والسلاح،. ولن تستطيع إيران وروسيا الوقوف أمام إرادة الشعب اليمني؛ كون الحبل بدا يلتف على رقبة الحوثيين بسبب نهوض الشعب اليمني في مقاومة ذلك المد الإيراني الطائفي في اليمن.
رأي عكاظ
الحوثيون والعُزلة 1138