كلما أحس عبدالملك الحوثي بالغرق لجأ إلى الحوار..
يحاور ويحارب..
ويناور ويكذب..
على الأحزاب السياسية أن تعرف أن الحوثي يتعامل معها على أساس أنها مجرد قطع شطرنج يحركها متى أراد ويخرجها من اللعب متى شاء...
يحاورها عندما يدخل في ورطة.. ويركلها برجله عندما تعارضه..
وهذا عار عليها..
أي حوار مع الحوثي يشرعن لانقلابه سيكون فاشلاً..
أية استجابة للمشاركة في انقلاب الحوثي ستكون جريمة كجريمته..
أية مشاركة يجب أن تكون على أساس سحب المليشيات من كافة المدن التي دخلتها بقوة السلاح، وتسليم أسلحة الجيش، وإلغاء كافة التعيينات غير الدستورية التي قام بها الحوثي في الوظائف العامة، وفوق ذلك سحب إعلانه الإنقلابي غير الدستوري، وحال أراد الحوثي المشاركة السياسية فعليه تشكيل حزب سياسي، كغيره من القوى في البلاد..
صدقوني رغم كل ما جرى، فإن الحوثي هو الطرف الأضعف اليوم في المعادلة..
معزول شعبياً وإقليمياً ودولياً..
لا تعطوه طوق نجاته..
لا تحاوروه إلا على أساس استعادة الدولة التي انقلب عليها..
وأما جمال بن عمر- الذي عبّر عن سعادته البارحة لقبول الحوثي بالعودة للحوار- فإن لغته الزئبقية لم تعد تفيد بعد أن قدم للحوثي غطاء دولياً، وغض الطرف عن جرائمه وهو يرفع تقاريره الباهتة إلى مجلس الأمن الدولي...
جمال بن عمر هو عينه الذي كان في صعدة يحاور الحوثي، ويعطي للعالم انطباعاً بانفراج الأمور، في اليوم الذي غزت مليشيات الحوثي صنعاء...
حانت لحظة الحقيقة للكل..
لم يعد هناك مزيد من الوقت لإضاعته في الحوار...
الحوثي سيسقط اليوم أو غداً وهو يدرك ذلك قبل غيره، ولذلك يندفع بغريزة الخوف للتشبث بكل شيء...
شباب اليمن له بالمرصاد...
كل ما هو مطلوب ألا تعرقل الأحزاب ثورة الشباب...
أن تلتحم بهم وتوعز إلى جماهيرها بالنزول لشوارع المدن اليمنية المختلفة لوضع حد لهذه المهزلة التي شوهت صورة اليمن لدى أشقائه وأصدقائه...
د.محمد جميح
الحوار مجدداً..! 1673