كالعادة في كل سنة وفي نفس الشهر نرى الهتافات تخرج من جميع الحواري.. ترفع اللافتات وتضج الأصوات في الشوارع بالثورة.. تنسج الأشعار والعبارات التي ترى فيها شباباً صامداً ماضياً قدماً نحو تحقيق أهداف ثورته..

"الثورة مستمرة" شعار لطالما رفعه الثوار هاتفين به بأعالي أصواتهم مقتنعين اقتناعا تاما باستمرار ثورتهم... من هنا جاءني الفضول وشجعني لأنسج حروفاً أرضي بها فضولي.. إلى متى سيظل أولئك يركضون نحو أهداف مرسومة بحبر موضوعة في أكف ورق يحيون ذكراها كل سنة... ألم يحن الوقت بعد حتى نرى ثمار تلك الثورة التي سقطت الأرواح الطاهرة فداءً لها..

خرجنا قبل اليوم محتفلين آملين برئيس التوافق الوطني الأمل الكبير لعله سيكون الثقب الذي سيدخل به بصيص أمل إلى قلوب اليمنيين.. أشعلنا الشعلة على يقين بأن السنة القادمة ستكون خيراً من سابقاتها.. لكن لم يحدث من ذلك شيء..

وها هو الزمن يعيد نفسه لتجدون أنفسكم في نفس التاريخ, اللافتات كما هي والشعارات لم تتغير ما تغير هو أن الأمل المنشود أصبح خبر استقالته يفرض نفسه ويحلق في سماء الحالمة.. الحوثيون يحتلون العاصمة صنعاء.. وسط ترقب حذر من السياسيين للقضية الجنوبية وتداعياتها ومخاوف أبناء الشعب لما سببه الانفلات الأمني من بث الذعر في قلوبهم..

واستجابة للحرية التي ننشدها ألا يحق للمواطن اليمني أن يعرف إلى متى ستظل استمرارية الثورة ورياح التغيير التي نحصد عكس ما تأملنا به طوال الأعوام الماضية..

كفانا لعبا ومراوغة على عقولنا التي أصبحت ليست مقتنعة بما تقوم به أفعالنا.. حان الوقت لشعب اليمن أن يتنفس الحرية وأن يجني ثمار تضحياته ويحتفل هذه المرة أو يناضل لاستعادة وطن بأسره تم اختطافه..

نعم إنها اللحظة الحرجة لتأجيل كل القضايا الجانبية لنجعل من اليمن القضية الأسمى حتى نبنى الدولة اليمنية المدنية الحديثة.