وبضدها تتميز الأشياء فرغم الأخطاء والسلبيات الكبيرة التي ارتكبها قادة المؤتمر الشعبي العام ومساهماتهم الفاعلة بما وصلت اليه البلاد اليوم انتقاما مما حصل لهم في ٢٠١١م، الا ان الأحداث تؤكد ان المؤتمر اكثر الاحزاب والقوى السياسية اليمنية مرونة ومقدرة على التعايش مع كل القوى المختلفة في حده الأدنى.. بينما الاحزاب التي كانت هي الفاعلة في احداث ثورة فبراير ٢٠١١م بفعل الزخم الشعبي التواق للتغيير الا انها عندما تمكنت من المشاركة الفاعلة في السلطة خسرت سلاحها الفاعل والاهم المتمثل في الزخم الشعبي وقوته في الشارع، بسبب أنانية هذه الاحزاب وعدم وجود برنامج موحد يجمعها وتهافتها على التحاصص المقيت، وتجاهلت تضحيات الشباب المستقل ونست الشهداء وأهملت الجرحى، مما مكن للثورة المضادة ان تنقض على هذه السلطة ألمهلهلة ساعدها في ذلك انتقام النظام السابق وتؤاطؤ الدول الراعية برئاسة الولايات المتحدة وإجادة الدور الماكر للمبعوث الأممي جمال بن عمر الذي قام بدور مشبوه، هذه هي عقلانية المشترك والحوارات الاخيرة التي انساقوا اليها بعضهم غباء والبعض الاخر ربما خيانة وتآمراً..
الوقت ليس وقت تلاوم فالشباب المغدور بهم بمختلف توجهاتهم ومشاربهم (حزبيين ومستقلين) ليس أمامهم الا الاستمرار في ثورتهم السلمية لاستعادة ثورتهم واستكمال أهدافها ورفض العنف وعدم الانجرار الى المواجهات المسلحة بأي حال من الأحوال، خاصة ان لديهم الان رؤية يلتفون حولها لتطبيقها والمتمثلة بمخرجات الحوار الوطني الشامل المقرة داخليا وخارجيا، فالظرف ديق جداًجداً.
اللهم أحقن دماء اليمنيين وجنب وطننا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأخرجه الى بر الأمان.
محمد مقبل الحميري
المؤتمر واللقاء المشترك والبيان الدستوري 1244