منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق بوش الابن عن محاربة الإرهاب، وحتى الآن لم يتم تعريف الإرهاب، ولكنه اصبح يتداول عرفاً على أن الإرهاب مرتبط ارتباطا وثيقاً بالإسلام، وأصبحت كلمة إسلام عند الحاقدين عليه مرادفة لكلمة إرهاب؛ والأدهى والأمر أن المسلمين أصبحوا يتقبلون مثل هذه الاتهامات الخطيرة كمسلمات، وكأن كل معتنقي الديانات الأخرى سواءً سماوية أو وثنية مسالمون مظلومون ومعتدى عليهم من قبل المسلمين، وهم دائماً في موقف الدفاع عن النفس ومعرضون في أي لحظة للقتل والتنكيل من قبل المسلمين، وانبرت أصوات بين بني جلدتنا يتحدثون عن الإسلام المعتدل وهم بهذا يقرون أن هناك إسلاماً إرهابياً وإسلاماً معتدلاً.
إن المدقق والفاحص المنصف يجد أن ما يعانيه العالم الإسلامي من الإرهاب أضعاف مضاعفة مما يعانيه كل بني البشر من غير المسلمين في العالم، ويجد أيضاً أن من يقومون بهذه الجرائم جلهم تربّوا في الغرب أو موالين له مهما بدت شعاراتهم ضده، كونهم يشرّعون له للإمعان في إذلال المسلمين واستباحة أراضيهم، فباسم محاربة الإرهاب غزوا العراق وأفغانستان ظلماً وعدواناً، وباسم محاربة الإرهاب استباحوا أراضي المسلمين وثرواتهم وباسم محاربة الإرهاب دمروا غزة وقضوا على مئات الآلاف من الشعب السوري والليبي واليمني والمصري، بينما العربي في فلسطين يُطردُ من أرضه ويقتل ويشرد ولا فرق بين طفل وامرأة وشيخ وشاب، ولا احد يتحدث أن هذا إرهاب، رغم أنها تمثل الجريمة الأولى في هذا العصر بدون منازع ضد الإنسانية.. إبادات جماعية للمسلمين في بورما، وكما حصل في البوسنة والهرسك سابقا وفي نيجيريا وفي الفلبين وفي معظم دول العالم ذات الأقلية المسلمة، ولا أحد يتحدث على أنه إرهاب تقوم به جماعات باسم المسيحية أو اليهودية كما في فلسطين، وإذا تحدثوا عن هذه الجرائم لا ينسبونها إلى الجانب الديني الدافع للمجرمين، بينما إذا حصلت جريمة ممن يوصفون بأنهم مسلمون تروج لها كل وسائل العالم بأن الدافع لمرتكبيها الإسلام الإرهابي، والإسلام والمسلمين من هذا براءً؛ ولكن أعداء العرب والمسلمين يريدون إظهار الإسلام بهذه الصورة لأمور يرتبونها لنا سِراً وأمة العرب والمسلمين نيام، ولو أمعنا النظر أيضاً لوجدنا أن اليهود والغرب هم المستفيدون من كل جريمة تحدث سواء في بلدانهم أو في بلادنا العربية والإسلامية، ويستفيدون أيضاً من كل فتنة تحث في بلاد العرب، بل إنهم وراء كل جريمة وفتة.
ولو عدنا للتاريخ لوجدنا الإسلام عبر تاريخه حافظ على اليهود والنصارى وعلى كل الطائف المخالفة للإسلام في كل البلدان التي وصل إليها ولم ترتكب أي تصفيات أو جرائم جماعية باسم الدين، وبالمقابل تجد معظم الجرائم الإنسانية التي ارتكبت عبر التاريخ وحتى اليوم تجد أن وراءها إما يهود وإما نصارى.. ولأُثبتْ لكم ذلك بالدليل القاطع سأورد لكم بعض الأحداث الجسام التي ارتكبت من قبلهم، وسأسردها على لسان طالب ألماني عندما سُئل عن الإرهاب والإسلام، وجوابه إذا لم يتطابق مع الواقع فليس حجة، ولكني أدعوكم لمطابقة كل إجابة على الواقع وعلى هذه الوقائع التي ذكرها، لتستنتجوا بعدها من هم الإرهابيون، ومن هم المفترى عليهم، فإلى هذا الحوار الذي استخرجته من النت ووجدت أنه يطابق الواقع:
من بدأ الحرب العالمية الأولى؟
** ليسوا المسلمين..!
من بدأ الحرب العالمية الثانية؟
** ليسوا المسلمين..!
من قتل حوالي 20 مليون من سكان أستراليا الأصليين ؟
** ليسوا المسلمين..!
من ألقى القنابل النووية على نجازاكي وهورشيما في اليابان؟
** ليسوا المسلمين!
من قتل حوالي أكثر من 100 مليون هندي أحمر في جنوب أمريكا؟
** ليسوا المسلمين..!
من قتل حوالي 50 مليون هندي أحمر في شمال أمريكا؟
** ليسوا المسلمين!
من قام بخطف أكثر من 180 مليون إفريقي كعبيد من أفريقيا مات منهم ما نسبته 88% وتم إلقائهم في المحيطات؟
** ليسوا المسلمين!
ليسوا مسلمين !!!
انتهى الحوار، وسواءٌ كان هذا الحوار حقيقياً أو افتراضياً، فإن كل ما ذكر فيه من جرائم فإنها حقيقية لا يستطيع أحد إنكارها، وكلها ارتكبها غير المسلمين من آباء من يدعون اليوم محاربة الإرهاب، ونحن كعرب ومسلمين ندين الإرهاب والاعتداء على النفس البشرية بغض النظر عن دينها أو لونها أو اصلها ، وإسلامنا قد جعل قاتل النفس الواحدة كأنه قتل العالم اجمع، ولذلك لابد أن يرفع المسلمون رؤوسهم ويرفضوا جملة وتفصيلا وصم الإسلام بالإرهاب، ويطالبون بتعريف جامع مانع لكلمة إرهاب، حتى لا تصبح هذه التهمة الظالمة سيفاً مسلطا على بلاد المسلمين ودمائهم وثرواتهم، فمتى يريد الغرب ابتزاز الثروة واستباحة الأرض ما عليه إلا أن يحرك خلاياه ويضرب الجماعات والطوائف الإسلامية بعضها ببعض من خلال عناصره المخترقة لها، ويجب أن يرفض الجميع الازدواجية في التعامل، فكلنا نحارب الإرهاب ونرفضه، ولكن المسلمين هم وحدهم من يدفعون الأثمان الباهظة نتيجة هذا الإرهاب!
فمن هم الإرهابيون إذن ، ومن هم المستفيدون من وراء الإرهاب؟ وهم رعاة الإرهاب!!
الإجابة على هذه الأسئلة لا تحتاج إلى عبقرية وذكاء خارق!!
وسنظل كمسلمين ندعوا إلى التعايش ورفض الظلم والإرهاب بكل صوره وأشكاله، وهذا من صميم إسلامنا، مهما كاد لنا الكائدون أو مكر بنا الماكرون، لان أساس ديننا الحب والتعايش والبناء والعمران، وتقديم الخير لكل بني البشر، وليس البغض، والحقد والدمار، (والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)..
محمد مقبل الحميري
من هم الإرهابيون؟ 1338