تحتفل بلادنا وسائر بلاد المسلمين بمولد خير البشرية جمعا وخير من سار على هذه الأرض – محمد- صلى الله عليه وسلم ..مولد غيّر مجرى التاريخ الإنساني وأرسى دعائم الأمن والأمان وأسس حقوق الإنسان قبل أربعة عشر قرنا .
وها هي ذكراه تحل علينا كل عام لتذكرنا بمولد الهدى وهادي البشرية إلى نور الله الخالد...نتعرض لنفحاتها العطرة بما تحمله من قيم ومفاهيم وأخلاق إنسانية نبيلة أصبح العالم اليوم بعيدا عنها وهو في أمسّ الحاجة لها.. يفتقر لها الكثيرون في عالم اليوم المليء بالماسي والأحداث المؤلمة .
وفي خضم هذا الواقع الأكثر مرارة يأتي ذكرى مولد الرسول الكريم والأمة تعيش في أسوأ حالات الضعف والتفرق والشتات.. وخصوصا بعد أحداث الربيع العربي الذي كان حلما يراود المقهورين والمظلومين للخروج من شرنقة الظلم والاستبداد ..وهم يتطلعون الى غد أكثر اشراقا ونورا يعيش فيه المواطن العربي مرفوع الراس ويحفظ الكرامة المهدرة وينشر الحرية في ربوع الاوطان التي اهدرت فيها حرية الشعوب فخرجت ثورات الربيع العربي تدعو الى استعادة الحرية التي افتقدتها في ظل هذا النظام العربي الرسمي عشرات السنين ..وقد كان سيد البشرية اول الداعين الى الحرية والانعتاق حي كانت الامة تعيش في حروب وظلم وجور في مجتمع تحكمه القبلية والعصبية والجاهلية التي قضى عليها الاسلام بعد ذلك .
واليوم نستقبل هذه الذرى العطرة التي تسمو بها قلوبنا ونربو بها إلى مستقبل اكثر استقراراً وأمناً وأماناً.. وإن غداً لناظره قريب.
ناصر الجريري
ذكرى مولد الرسول الأعظم 940