إحياء ذكرى قدوم الإمام الهادي بن الحسين الى اليمن , قبل هذه الاحتفائية كان الحوثيون قد نظموا ذكرى عاشورا المحتفى بها سنوياً وفي نطاق ضيق لا يتعدى جغرافية صعدة وجوارها.
"أنصار الله" في مؤتمر الحوار كانوا من أكثر المشاركين حديثاً وتفاعلاً مع فكرة الدولة المدنية، الواقع أن هنالك هُوَّة فسيحة ما بين الكلام والممارسة، بين "الأنصار" في مؤتمر الحوار وبين "الأنصار" ما بعد إسقاط الحكومة واجتياح صنعاء، ما بين خطاب الزعيم عبد الملك التقدُّمي الحداثي وبين فعل جماعته وأتباعه الرجعي الكهنوتي.
بين قضية صعدة ومقررات الحل وبناء مضامين مؤتمر الحوار الوطني القاضية بمعالجة القضايا الوطنية وتحقيق العدالة الانتقالية وبين مظلمة صعدة التاريخية المتكئة على حق السيد وعترته وأنصاره الميامين الصادحين بمثالب معاوية ونجله يزيد .
بين دولة علي البخيتي ومحمد المقالح الحداثية المستلهمَة من قناعة صاحبيها المكتسبة من تجربه حزبية مجترحة ضمن سياق نضالي سياسي وطني إنساني خاضه الاثنان ورفاقهما في الحزب الاشتراكي أو سواه، وبين دولة الله، وحزب الله، وأنصار الله المتجسدة في فعل وممارسة عديد من المؤمنين الملتحقين بركب قائد المسيرة القرآنية المنطلقة من مهد الهادوية الطاهرة الى رحاب اليمنية المنهَكَة المثقلة بمشكلاتها التي لا تحصى وبخلافاتها وصراعاتها الدموية الثأرية الانتقامية التي لا تنتهي.
حقا لا أجد تفسيرا لما يحدث؟ فهناك بون شاسع بين الأقوال والافعال، فحيناً يخيل لك السيد عبد الملك وأتباعه وكأنما هم المسيح وحوارييه المكلفين بإحلال عدالة السماء وتطهير الارض من موبقات حُكم الفئة الباغية المستحلة للدم والنفس والدين والمال والكرامة والحياة ! وحينا آخر يتراءى لك هؤلاء وكأنهم قوم الأعور الدجال المضللين المخاتلين الكاذبين المفترين على الله ورسله وعدالته وسموه.
تقدُّميون في كلامهم وظاهرهم ورجعيون في فعلهم وخالجهم، ثائرون على فساد الحكومة، وتوريث السلطة، وإرهاب داعش والقاعدة، وعسكرة الجامعة والمدينة، ورفض بقاء النظام القديم وأركانه وأشياخه بما فيهم أولئك الخارجين المنحازين اضطرارياً لشباب الثورة.
يقابل كل هذه التقدمية والثورية تحالفٌ وثيق مع الفاسدين الغانمين المستحلين للدم والنفس والمال والعقار وووالخ، تماهٍ عجيب مع كل تلكم المفردات المناهضة لعسكرة شباب الإخوان ولتدخلات علي محسن وحميد الأحمر ولتأثير قادة الإخوان ووزرائهم ، لكأنما أنصار الله اليوم غير أنصار الله العهد الثوري القريب!.
لكأن مطالبتهم بعسكرة جحافلهم الزاحفة من كل حدب وصوب شيءٌ مشروع! فتدخلاتهم الآن في شؤون الحكومة والرئاسة وحتى بوابة الوزارة والمؤسسة والجامعة لهي أسوأ وأقبح من تدخلات أسلافهم الذين ثأروا عليهم.
هناك تماهٍ عجيب ما بين ثوار الأمس وطغاة الأمس ، بين أشياخ وجنرالات النظام العائلي القبلي العسكري المعروف بفساده وإرهابه واستبداده واستباحته لكل شيء في البلد كرامةً وتنميةً وحريةً وملكية ووظيفة وقوة وتجارة واستثماراً وتعليماً وثقافةً وتاريخاً وسياسة وبين دعاة التغيير والنهضة والدولة المدنية والكفاءة والنزاهة والحرية والعدالة وحق المرأة والمهمَّش والطفل وغيره من الفئات الاجتماعية المنتهَكَة وطنياً ووحدوياً وفئوياً وفكرياً ومذهبياً.
محمد علي محسن
وما خفي أعظم !! 1546