يتساءل الكثير من الناس في أقطار الأرض عن هذا القوام الاجتماعي القبلي السياسي وذلك المزيج الفكري بين أناس يتحدى بعضهم بعضاً ليلاً ثم تتلاشى خصومتهم نهاراً بين يدي الوجاهة والسلطة القبلية. كما يتفاوت المشهد بين كرم وفقر هذا الشعب الذي يتساوى فقراؤه و أغنيائه في العطاء والجود وكأن بركانٍ من السماء ورحماتٍ تغشاه ليل نهار. إن تلك الآية الكريمة التي خاطب فيها الرسول (صلى الله عليه وسلم) صاحبه في الغار حين قال له: "لا تحزن إن الله معنا" التوبة آية "40" تلك الآية تزلزل أركان قلبي وتعيد الأمل الذي أفقده يومياً إلى نفسي لأنها وعد المؤمن الواثق بكرم الله وقدرته على تغيير الأحوال وتبديلها لمصلحة الإنسان الذي يتعجل الفرج دون أن يدرك الحكمة من تأخيره. نشعر برعاية الله تكلأ هذا الشعب المستغيث برحمة الله بعد انهيار ثقته بأولياء الأمر الذين لم يرعوا أمانة العدل برحمة الله بعد انهيار ثقته بأولياء الأمر الذين لم يرعوا أمانة العدل منذ البداية فكيف بعد أن انفرط العقد وتناثرت حباته اليوم؟
إنها رحمة الله فعلاً, فلربما هي دعوة ضعيف أو مظلوم أو مؤمن لا يخاف في الله لومة لائم.. من يدري فالضعفاء والمظلومون وكذلك المؤمنون المخلصون لربهم أكثر في أمة الإيمان والحكمة, لكن هذا الضعف غالباً ما يشكل مصدر قوة, وذلك الظلم الذي يعانيه كثيرون قد يعلم أصحابه قيمة العدل, وذلك الإيمان الذي يسكن صدور المخلصين هو ذخيرة نطلقها في سماء الابتهالات حين تشتد الخطوب وتتزاحم الكرب لهذا نقول:
لن تهتز اليمن بإذن الله ما دامت رحمته وما بقي ضعفنا وإيماننا وحاجتنا إلى كرم ربنا. إنما للنصر أسباب كثيرة كما أن للهزيمة أسباب, فالكف عن المحرمات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاجتماع على وحدة الصف وإفشاء كل معاني السلام واستشعار وحدة المصير.. كل هذه أسباب نصرٍ بإذن الله أمام عدو نفوقه عدة وعتاداً, وأما التخاذل والتعدي على حدود الله وقتل الأبرياء ظلماً وعدواناً والإفساد في الأرض بعد إصلاحها.. كل هذه أسباب هزيمة يسلط الله بسببها عليناً بذنوبنا من لا يرحمنا ولا يخشاه فينا وهذا ما حدث اليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله..
ألطاف الأهدل
إنها رحمة الله.. 1255