نعم! فالخوف من المجهول يجعلنا نستبدل الوردة بسنبلة، وقطعة الحلوى بـ"كدمة" ووسادة الريش بـ" خيشة محشوة" ــ إن وُجد! ــ لم يعد للحياة مذاق ونحن نودِّع يوماً بائساً لنستقبل يوماً آخر كثر بؤساً.. يغادر أبناء الوطن يومياً إلى عالمهم الآخر ظُلما وبطشاً ونكايةً بمن لا مشاعر لهم تنكـؤُها الأحداث ولا قلوب لهم تجرحها الخيانة. لهذا يجب أن "يشتحط" هذا الشعب ويمارس "العسكرة" فكراً وسلوكاً.. نعم، يجب أن يكون لدينا قرون استشعار أو حس أمني أو مجسَّات لاسلكية.. فالمهم أن يكون شعارنا أن " سوء الظن من حُسن الفطن".. وبالرغم من صعوبة الأمر على شعب عاش بسيطاً ويموت بسيطا بلا تعقيد إلا أن الشحطة "تكتيك" مرحلي ولا بد منه. فليشمِّر الشباب عن سواعدهم، ولتجتهد النساء في تغطية الاحتياج الغذائي لشباب ورجال سيفترشون الأرصفة ويلتحفون السماء.. نعم، فالوطن سيصبح ساحة حرية ومضمار إنسانية وحلبة أخلاق، نعم فالـ" الشحطة" التي أتحدث عنها هي طفرة قِيَم أو بلهجة مفهومة ودقيقة ثورة مضادة لثورة السلاح لأن عسكرتنا غير!.. سنخشوشن حتى تتمزَّق على أجسادنا الأثواب الناعمة وتظهر سحنة العسكرة البرونزية وتصبح خواصرنا كقبضة اليد الواحدة وحواصلنا كخيوط العنكبوت وأطرافنا كأطرافها كثيرة لكن متشابكة!!.. سنواجه كل عبوة ناسفة ورصاصة غادرة ولغم مزروع بأيدي خبيثة.. سنواجه ذلك بصبر اليمانيين واحتسابهم وحكمتهم التي حار فيها ولها أعداؤهم. سنوقظ إحساس الوطنية الذي تبلَّد في قلوبنا منذ سنين، سندعو ألاَّ يكون صمتنا على انتهاك بيت المقدس سبباً لانتهاك حرماتنا، سنتمسك بالعروة الوثقى وسنجدد العهد أمام ملك الملوك وسنصمد. ليس لدينا رايات بيضاء لنرفعها ولسنا نحن من يعرف معنى الاستسلام ولونه وثمنه. نعم فينا ضُعفاء ومنا جُبناء لكن فينا عُلماء وكُبَراء ومخلصون وهذا يكفي لنبني وطناً جديداً كل من فيه يرتدي بزة عسكرية لكنه يحمل في يده قلماً لا بندقية.
ألطاف الأهدل
عسكرة يا عسكرة!! 1268