تعلَّمنا في الصغر من أساتذتنا أن الرياضة فن وأخلاق، وكثيراً ما نسمع هذه العبارة من الرياضيين ومن النُّقاد، وفي كل الأوساط التي لها اهتمام بالشأن الرياضي في كل بقاع الدنيا، ونحن نشهد هذه الأيام حدث كأس الخليج "٢٢" في الرياض ومنتخب بلادنا يشارك فيه، لم يكن اهتمام الوسط الشعبي كثيراً بما سيحققه المنتخب من نتائج كبيرة أو المنافسة على البطولة، لأننا ندرك إمكانات منتخبنا والظروف التي يعيشها في كل الجوانب المادية والنفسية والبدنية، فمنتخبنا جزء من الشعب اليمني الذي يعيش حالةً استثنائية من المعاناة الاقتصادية والأمنية والإهمال، مقارنةً مع منتخبات دول الخليج الأخرى التي تلقى كل الرعاية على أعلى المستويات، وربما ما يحصل عليه لا عبٌ خليجي واحد من إمكانات مادية تفوق إمكانات أعضاء المنتخب اليمني مجتمعين، ورغم ذلك قدَّم منتخبنا عرضاً رائعاً أمام المنتخب البحريني، ولا نصطدم إذا تعثَّر مع الفرق الأخرى، ونتوقع كل الاحتمالات حتى لا نبني طموحنا بعيداً عن واقع الحال فنصطدم بأي نتيجة تتعارض مع عواطفنا، ومع ذلك علينا أن نقف مع المنتخب الذي استطاع أن يحقق مالم يحققه الساسة اليمنيون وذلك بتوحيد مشاعر اليمنيين جميعاً حوله، أما تعصُّبنا بكل أحاسيسنا مع المنتخب أثناء مباراته مع المنتخب البحريني وتمنياتنا له بالفوز أو التعادل، فكان بسبب الألفاظ النابية التي صدرت من إحدى القيادات البحرينية التي أساءت إلى المنتخب وإلى اليمنيين عامةً فجرحت مشاعرنا، وبالفعل لم يخيب هذا المنتخب آمالنا وقدَّم ذلك العرض الرائع الذي تسيَّد به معظم زمن المباراة، فكان ردَّ اعتبارٍ عمليٍ على ذلك السلوك.
نعود فنقول نؤمن بأن الرياضة فن وأخلاق، وهؤلاء اللاعبون هم سفراءنا لدى اشقائنا في هذا العرس الرياضي، ولا نريد منهم المستحيل وإنما نريد ان يكونوا سفراء مشرفين لليمن وقيمه وحضارته، ونحن معهم مهما كانت نتائج مبارياتهم القادمة، فلا نضعهم تحت ضغط نفسي يؤثر عليهم سلباً، مع تمنياتنا لهم بالتوفيق وتقديم ماهو افضل، وان تكون مثل هذه التجمعات الرياضية وسيلة لتقارب النفوس والمواقف مع اشقاؤنا في الخليج.
محمد مقبل الحميري
منتخبنا في كأس الخليج 1388