الإكراهات الحوثية ناعمة وعنيفة وتديرها خيوط مؤامرة خبيثة يقبع على رأسها رئيس ضعيف لا هم له إلا استمرار حكمه حتى لو كان بلا سيادة وبلا شرف سياسي ولا يمتلك قراره, يبدو كموظف فاشل لا ينتج وهناك من يعمل بدلاً عنه وما يهمه الأرباح الناتجة عن الفساد والارتزاق وإشباع رغبات دوائره المحيطة التي تُمارس جشعا مهينا لكرامتهم وكرامة وطن ودولة وشعب..

هذا الحوثي أصبح كتمرد يمتلك جسد مقاتل وعقولاً محترفة في إدارة الحروب والتضليل والاختراق وتفكيك الكل وبناء التحالفات بما يجعل التركيبة الحوثية حاكمة ومعارضة ومسيطرة وجميع الأطراف يتحركون كعبيد في حضرتها وهي تتحرك وتمتلك نزعة جامحة للهيمنة وتحاول فرض شموليتها الطائفية الملغمة بالسلاح والدهاء والاختراقات التي شكلتها عبر تحالف التناقضات التي تجمع قوتها بيدها نتيجة الصراعات بين مختلف الأطراف التي فقدت إحساسها الوطني المخلص للشعب وتتعامل مع القيم الوطنية باعتباره انعكاساً لمصالحها الخاصة وطمعها وجشعها ويمارس بعض المخلصين لبلدهم تضليلاً يحجب طبيعة هذا الصراع الذي فرض استبداداً مطلقاً على الدولة من خارجها بالرصاص وتهديد أي أحد حتى وإن كان من لحمتهم بخراب البيوت إن قاوم أو بدأ بالتفكير الذي يحيي في القطيع الحياة.

المشكلة اليوم أن المقاومة لم تعدّ مجدية مع الرئيس هادي الذي يبحث عن مسيطر يحكم كل شيء ويحتفظ هو بكرسي الرئاسة وغنائمه ومثله كذلك من معه في دوائره التي فقدت روحها في تعاظم الأرباح التي حققتها في فترة قصيرة.. لدينا رئيس مستسلم للأقوياء في الداخل أيا كانوا ومرتبط بالخارج باعتبارهم حماته وأصل شرعيته ويدير لعبة التحالفات والتناقضات عبر ارتباطاته التي مازالت خفية وغير مدركة حتى بعض من معه وأصبح شكلاً صنمياً وألعوبة وقنطرة لتمرير مؤامرات خطيرة ولا عمل له إلا شرعنة ما يتم إنتاجه من سياسات بحكم منصبه الرئاسي وهو راضٍ ومقتنع بهذا الدور, فهو بلا موهبة ويبدو كأمين يفقه السياسة إلا أنه لا يصنعها وإنما يبصم عليها وهكذا شخصية استمرارها في القرار تهديد للأمن القومي اليمني وسيقود البلاد إلى الفوضى والدمار وهو ليس مهموماً بأن يتحمل مسئولية هذا الفشل, فالوعود المعطاة له أنه سيتم تنظيفه لاحقا ورغم إدراكه أنه قد يصبح كبش فداء إلا أن الاسترخاء المادي والدور الذي يسير في خطاه والذي يعيشه يجعله أقرب إلى الجسد الباحث عن أرباح وعظمة استهلاكية فانية بنت لحظتها وقد يجد في الموت في لحظة إحساسه بالخسارة طريقاً للتخلص من أعباء المآلات وهذا يجعله خطراً مضاعفاً على أمن الشعب لأنه قد يفجّر حرباً دموية بهدف التخلص من نفسه بعمل انتحاري يدمّر دولة وشعب بعد أن يؤمن مقربيه وبعض دوائره التي تعبث ببلادنا..

شخصيا انتخبت هادي ودعمنا مساره إلا أنه دخل لعباً مؤذيه لمستقبلنا وتهدده وانتهت ولايته ونزع يد الطاعة واجبة فالعقد انتهى وانتخبناه كرئيس انتقالي لفترة محددة ولا بد من تشكيل مجلس رئاسي انتقالي حتى يتم إعداد الدستور ومسنود بمجلس عسكري لإنجاز التغيير..

الرئيس هادي أصبح المشكلة الأولى التي تشرعن لدولة تحكم الدولة من خارجها ويسهل بناء قوتها ويشرعن لهيمنتها ويفقد دولتنا هيبتها وشرفها وجعلها نهبا للفساد والخراب والضياع ونزع يد الطاعة أصبحت واجباً وطنياً وشرعياً وإنسانياً لمن يبحث عن خلاص لوطنه ودولته..