الإنسان اليمني تُمارس عليه ضغوط متعددة الأطراف والأبعاد لا لينسى من هو فقط وإنما لينشغل بطعامه وشرابه وأمنه الفردي، وهو ما يُنسيه الشرط الأول للوجود والإبداع؛ الحرية. فما هذا الواقع إلا نتاج ثلاثة وثلاثين عاماً استمرأت به قوى ظلامية مستبدة استنسخت الشكل الصوري للجمهورية ونظام قائم على الرجعية الإمامية الكهنوتية يورث أجيال بعد أجيال مختزلًا السلطة والثروة في أسرة وجماعة محددة، تاركاً الشعب غارقاً في وحل العبودية ، بل القرون الماضية التي عاشها الإنسان اليمني ، وبخاصة منذ نهاية القرن الماضي إلى الآن كافية لان نترك قوى الرجعية والاستبدادية وننظر إلى ثرواتهم التي نهبوها وكيف استطاعوا أن يعمقوا الجراح ويتلذذوا بأناتنا، وصراخنا, بحثاً عن لقمة العيش أو ما شابه ذلك فلن ولن نستطيع أن نصل إلى ما وصلوا إليه مما نهبوه وأصبحت ثرواتهم كاستثمار يتحدث به "فطاحلة" من رواد العالم الغربي في كتبهم وفنونهم ونفقاتهم على الرقص والمجن في مقاهي بيروت وفنزيولا وبعض من الدول الأوربية.. هكذا حكموا اليمن ويريدون أن يغتصبون حرية الشعب ويصمتونا كما كنا قبل مجيء 2011 التي خرج الشعب ينتفض من اجل الكلمة والحرية مرة أخرى ليتلذذوا بجراح اليمني المسكين.

فعندما تقهقر ممن استمرأوا على آهات وأنات هذا الشعب للعودة بهم إلى ما كانوا عليه وخروجهم عن مربع الأسرة والجماعة التي اختزلت السلطة كملك خاص سيادي بهم تحالف الشيطان مع الشياطين لقمع الإنسان اليمني والعبور به نحو المجهول, فتم تجنيد المئات من أبناء هذا الشعب في دولة الفرس خلال عامين تم افتتاح العديد من المراكز للانضمام والحشد وتوزيع النقود وإغراء الكبار الذين لم يستطيعوا أن يقودوهم بالنقود تم إغرائهم بأغلى واثمن من ذلك وهو ما حصل في نهب العتاد العسكري كقادرة كبار وتم تدشين قنوات ومراكز إعلامية للتشوية والتحريض وبالتعاون مع عدد من الدول الأوروبية والغربية والعربية لإجهاض ثورة اليمن الشبابية واستطاع هؤلاء الرجعيون المستبدون إسقاط الدولة ونهب ثرواتها وعتادها العسكري وتفريغها وتكميم أفواه الشعب بقوة سلاحهم وهاهم ما يزالون يمارسون ابشع الجرائم للوصول والعودة للحكم وبالتعاون مع دول من ضمنها إيران التي خرج زعماؤها يباركون القتل ويرقصون على أنات الشعب وكأنهم هم من استولوا على اليمن وصنعاء عاصمتها من خلال المجندين الذين جندتهم بواسطة مسؤولين لا وطنيين, فعادوا لليمن بوجوه حاقدة يذبحون الأطفال ويُرملون النساء ويهدمون المنازل، فافتضح مخططهم وشعارهم "الله واكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل".

كانت ثمة بدايات نهضة عربية إسلامية قد بدأت 2011 وكانت بدايتها من تونس وما سميت بثورات الربيع العربي هي على الرغم مما لاقته من عقبات كانت تشكل في نظر الغرب بدايات صحوة لا بد آتية، فأراد أن يحرفها عن طريقها أو يسيطر عليها وإن لم يستطع فقد كان عليه أن يجهضها. فمن تلك البدايات الحركة المصرية وثورة مصر والتي تمثلت في ترأُس مرسي حاكماً للمصر وعندما أحست إسرائيل بخطر الرئيس مرسي عليها وبدأ يشكل خطراً على مصالحهم، عندما حاول إقامة وحدة بين مصر وسوريا وتونس واليمن من خلال ثورات الربيع العربي استطاعت إسرائيل وأمريكا بتحالفها مع دول الخليج وبريطانيا وإيران على قمعها.

فها نحن اليوم مخيرون بين قوى ظلامية رجعية إما العودة إلى حكم الإمام صالح أو الإمام السيد..