العجب كل العجب من أولئك الذين يسعون في الأحلام لإقامة دولة الإسلام القائمة على العدل والإنصاف، وعدتهم لتحقيق هذا الهدف النبيل الدول العشر والبند السابع ومجلس الأمن، وهذا ابتكار في الدعوة يعتبر من مخترعات هذا العصر، ولا تقرؤوا قول الحق سبحانه: (الم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)، وقوله عز من قائل ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ أنا لا أشكك في نواياهم ولكني أطعن في وسائلهم.
الأغبى منهم هم أولئك الأتباع الذين يبررون اتكال هؤلاء، فأتباع هؤلاء مغالطة للنفس وهروباً من أي تضحيات، لأنهم يريدون أن يسلكوا طريقا مفروشا بالحرير في دعوتهم، فهم كالعاشق الكسلان المتمني الذي يقول:
ويا رب تجمعني بليلى.. وتبطحها وترفعني عليها.
مع إدراكي للاستهداف الخاص للدعاة الصادقين وان الطريق أمامهم ليست مفروشة بالورود ولكن هذا قدر كل من يسلك طريق الدعوة، ولا أعني دعوة العنف والتسبب بإراقة الدماء التي يسلكها البعض، ولكن دعوة الإسلام الصافية التي تحمل في جنباتها الحب والخير للجميع، وترجو الهداية لمن خالف وعرض برفق وإصرار ورحمة لا تنتهي وتحمل المشاق والمتاعب في سبيلها، مصداقاً لقول الحق سبحانه أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)، على أن يكون الداعية قدوة في نفسه وسلوكه، يستعذب التضحية في سبيل غايته ومهنته هذه التي هي مهنة الأنبياء والرسل عليهم جميعاً صلوات الله وتسليماته.
اللهم اجعلنا ممن يعلمون فيعملون ويعملون فيخلصون.. وتقبل منا يا رحمان يا رحيم .
محمد مقبل الحميري
الدعوة من طراز جيد لإقامة دولة الإسلام 1212