رغم مرارة الوضع الذي نعيشه وسوداويته إلا أننا نستشعر أننا نمضي نحو قادم مجهول أشد قتامة واكثر هولاً ما لم يتدخل لطف الله ويقلِّب الموازين والتوقُّعات ولن يتحقق ذلك إلا بالعودة الصادقة إليه سبحانه وتعالى ، وصدق الحق سبحانه القائل في مُحكَم كتابه:" أمَّن يُجيب المُضطَر إذا دعاه ويكشفُ السُّوء ويجعلكم خُلقاءَ الأرض أإلهٌ مع الله قليلاً ما تذكَّرون " ، الشئ المخيف جداً أن هذه الشدائد والكوارث التي نعيشها لم تحرك عقولنا وقلوبنا لأن نعود الى الله خاضعين ذليلين له وحده ، نجأر إليه بالدعاء نقنت في كل صلواتنا المفروضة ندعوه أن يكشف الضُّر عنا, تتعالى دعواتنا في بيوتنا وفي طُرقنا وعبر مكبرات الصوت التي تعلو منارات مساجدنا ، يسمع منها النحيب والتضرع لله سبحانه, فهو وحده القادر على انقاذنا، ولكن للأسف كل جوارحنا ومشاعرنا تبلَّدت وآمالنا اتَّجهت نحو من لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ، فأصبحت وجوهنا مشرئبة وناظرة نحو أمريكا ودول الجوار ترجو رحمتهم وتخشى عقابهم ، وكلما أتى إلينا رسولهم بن عمر قلنا طلع البدر علينا وكأنه نبي مرسل ، رغم أن الاحداث المتكررة أثبتت أنهم أشر من الشياطين وأن رسولهم هذا رسول سوء ، ركنا عليهم في كل أمورنا فأوكلنا الله إليهم وأصبح كل يوم يمضي في واقع حياتنا نزداد معه سوءاً وانحداراً نحو التمزق والهاوية ، رغم أننا اتخذناهم أرباباً من دون الله وأصبحنا نتقرب اليهم بتنفيذ كل ما يفرضونه علينا بل وبالنوافل على أمل أن يحبُّونا ونصبح سمعهم الذي يسمعون به وبصرهم الذي يبصرون به ، وإذا بنا نزداد مهانةً وذُلاً واحتقاراً من قبلهم ، ولكن العاقل الخصيب المتدبر يلاحظ أننا في هرولتنا هذه نحوهم والتي نسينا الله معها نخسر الدنيا والآخرة ، فلا دنيا اصلحنا ولا آخرة أبقينا ، ولا دماء حفظنا.
ياقومنا:
والله انه لا مخرج لنا ابداً مما نحن فيه الا العودة الصادقة الى الله وحدة وأن نكفر بمن سواه ، وما عدا ذلك فإننا نمضي الى خسران مبين، وصدق الحق سبحانه القائل:( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى ) صدق الله العظيم ، وأقصد بالعودة الى الله عودة الفهم الصحيح لديننا الحنيف الذي هو رحمة للعالمين ، نتراحم لا نتباغض ، تخفض الجناح لبعضنا لا نتعالى على بعضنا ونتكبر ، ننشد الخير لبعضنا لا ندعو بالموت على أحد، نزرع المعروف للبشرية أجمع ونترفَّع ، وباختصار نطبق مكارم الأخلاق التي بُعِث بها المصطفى صلى الله عليه وسلم .
اللهم رُدَّنا إليك مرداً جميلا ،، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، واعفُ عنَّا واغفر لنا وارحمنا.
محمد مقبل الحميري
هل آن الأوان لأن نكفر بالدول العشر ونؤمن بالله وحده ؟! 1322