مثلت ثورة الـ14 من أكتوبر نقطة تحول في تاريخ شعبنا الذي تمرَّد على الغزاة وأعلن عن مقاومته الباسلة لهم ليتوج نضاله وتضحياته بجلاء المستعمر الأجنبي, ولم يكن ذلك ليكون لولا تضحيات جِسام صنعت النصر ولم يكن النصر ليتحقق لولا ذلك الالتفاف العظيم حول قِيَم ثورة الـ14من أكتوبر التي وحَّدت الشعب وجمعت صفوفه ولملمت شتاته.
إن مناسبة ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة تمثل حدثاً يستحق الاحتفال به وتخليد ذكراه واستلهام قيم هذه المناسبة وإظهار بهاء صورتها وإن أنصع صورة للاحتفال هي تلك التي من خلالها تجتمع القلوب وتتوحد المواقف وتتقارب الرؤى وتتجاوز الخلافات، لم تكن ثورة أكتوبر ثورة فصيل أو حركة أو مُكوِّن بل كانت ثورة شعبية تحررية ولذا انتصرت.
إننا اليوم في الساحة الجنوبية مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى التقدم خطوات نحو توحيد المواقف وصنع القواسم المشتركة التي تؤسس لمستقبل يستوعب كل فئات الشعب وأن يكون تفكيرنا بحجم التحديات ليتم تجاوزها وأن نبني قواعد صلبة تتجاوز التنازع والتشتت التي كانت ــ ولا تزال ــ تمثل عوائق وحواجز في صناعة المستقبل الذي نتطلع إليه جميعاً..
لكل أبناء شعبنا في كل قرية ومدينة وفي كل سهل ووادٍ للشهداء الأبرار والجرحى وذويهم أطيب التهاني بذكرى ثورة أكتوبر الخالدة, وكل عام وشعبنا بخير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الأمين المساعد للتجمع اليمني للإصلاح م/شبوة.
ناجي الصمي
14 أكتوبر.. تُوحّد المواقف وتقارب الرؤى 1120