ثلاث فرص تاريخية فاتت اليمن واليمنيين من بعد الثورة على اﻹمامة في 26 سبتمبر 1962م؛ ولن تعوَّض أبداً؟!
الفرصة اﻷولى: حكم اليمن برئاسة إبراهيم محمد الحمدي.
الفرصة الثانية: فوز المهندس فيصل بن شملان في اﻻنتخابات الرئاسية لليمن الموحد.
الفرصة الثالثة: الثورة الشبابية الشعبية السلمية في 11فراير 2011م.
الفرصة اﻷولى: حكم اليمن برئاسة إبراهيم محمد الحمدي، هي فرصة تاريخية أُولى منحها الله للشعب اليمني ولجميع أهل اليمن في الداخل والخارج كي يصلحوا أنفسهم وينهضوا بوطنهم إلى مصاف الشعوب واﻷوطان والدول المتقدمة تحت تلك الشخصية اﻹبراهيمية اﻷحمدية النادرة والقيادة الحكيمة واﻹرادة العازمة والقامة الصلبة.
إبراهيم الحمدي في حينه وعصره كان لفتة من لفتات التاريخ اليمني الناصع التي جاد بها الزمان، ذلك الرجل الذي أمطر شعبه ومواطنيه بغيث من اﻷنظمة والقوانين والتجارب والخبرات حتى أنبتت اﻷرض اليمنية الخصبة أمناً وأماناً وعدلاً واطمئناناً واكتسب الشعب مع قائده الحمدي بالتبادل قناعةً وثقةً ومحبةً وسمعاً وطاعةً ورضىً! مما أنتج خططاً وتنميةً ؛ بل وعزَّةً ومكانةً وشرفاً ومجدا ونماءً.
فكانت حياتنا بما تشبه المعجزة فكأننا نطير في الهواء ونمشي على الماء ونعانق النجوم ونصافح الهلال وتشرئب أعناقنا إلى الشمس والسماء!
لكنها فرصة تاريخية لم نغتنمها! صورة نادرة لم نلتقطها! نعمة مُسداة و هدية مُهداة من الله إلينا لم نرعَها ولم نشكره عليها بل ولم نتقبَّلها.
ويبدو أن لعنة التاريخ تلاحقنا في كل زمان ومكان، ودعوة اﻷجداد في القرآن قد أصابتنا في مقتل:( ربنا باعد بين أسفارنا )؟؟!!.
فكأن السماء تقول هذه ناقة الله كلوا منها واشربوا واحكموا وتقدموا وتطوروا وازدهروا وفاخروا الزمن, لكنهم أبوا فقتلوها ونحروها عقروها فانقلبت علينا جميعاً من منحة إلى محنة وإلى اليوم؟؟!
وذهبت فرصتنا اﻷولى في أدراج الرياح وبقيت الذكرى ودمدم الله علينا من يومها من يسومنا سوء العذاب يقتل قادتنا وأولادنا ويزيد اﻷحياء فينا فقراً وتأخراً، ويجهِّل نساءنا وينهب أموالنا ويذبح آمالنا ويحرق خيراتنا.
يسرق بترولنا وبيع غازنا ويشرِّد أبناءنا ويغتال عقولنا ويسفِّه آراءنا وأحلامنا ويَعُد أنفاسنا ويورث حكمنا ويدخلنا في التيه ما يقارب من أربعين سنة ؟؟!!
فرحم الله الشهيد إبراهيم محمد الحمدي في ذكراه العطرة.
عبد الواسع المخلافي
في الذكرى الخالدة للشعب القائد والقائد الشعب إبراهيم محمد الحمدي 1184