أصغر معركة وأقصرها يخسر الحوثي فيها المئات من أفراده غالبيتهم من المجندين الأطفال، ورغم ذلك لا يرى في تلك الخسارة البشرية الهائلة من مخزون مستقبل الإنسان اليمني سوى معارك شرف وثورات..!!
لو أن هذا الانتحاري الجبان جاء إلى ثكنة عسكرية للحوثيين وصاح بتكبيرة الموت كما هم يصرخون واشتبك معهم لقتل منهم ضعف ما قتله الآن بتفجيره الغادر ضد مدنيين متظاهرين، ولوصف من قبل الحوثيين بأنه قاتل شريفا يقاتل بشرف!!
الدم هو الدم لكن أساليب الانتحار والتفجير هي معارك غدر لم يكن للقاعدة أو غيرها حاجة...!
دعونا نتجاوز الحدث الدموي الجبان الذي استهدف اليمن قبل أن يستهدف الحوثيبن، ونبحث عن المستفيد من الفوضى ومن سقوط الدولة ومن نشوء جماعات العنف والإرهاب والطائفية.
الصراع بشكله الحالي اصبح بين جهات مخابراتية إقليمية وقودها دماء اليمنيين.
لن تتوسع إيران في مناطق توجد فيها الدولة بل تسيطر كلما سيطرت الفوضى، وكل اذرعها في المنطقة حافظت على ضعف الدول الموجودة فيها مع بقاء الفوضى!
في الاتجاه الآخر يعتقد الخليجيون ان معارك الحوثي طائفية تستهدف السنة ولا تستهدف الدولة والديمقراطية والحقوق والحريات التي لا يعرفون عنها شيئا !
وبين التنافس الإقليمي والصراع الممتد من لبنان وسوريا والعراق إلى اليمن جهات دولية تريد مزيد من إرهاق المنطقة وترى أن وقت حصاد الحشيش قد حان بعد أن بدأ طوله يصل إلى المنطقة الحمراء!!
إنه استمرار الزلزال الذي تسقط فيه حقبة من زمن الاستبداد، لكنهم يريدون أن تسقط معها ثورات الحرية والكرامة.. تلك الثورات السلمية التي تريد أن تخلق طريقا جديدا وسط إصرارهم على وضعنا بين خيارين فقط، إما الرضا بحكم أنظمة الاستبداد أو العيش تحت رحمة جماعات العنف والإرهاب.
*رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث
عبد السلام محمد
أصغر معركة 1284