" كان لديها مساحة كبيرة في اتخاذ القرار ولكن يبدو أنه لم يكن لحكومة الوفاق منهجية واضحة في العمل ، وهذا ما أعتقد أنه أضر بالحكومة.
كان بمقدورها أن تكون أقوى حكومة في تاريخ اليمن لأنها أتت في ظرف عقب ثورة شعبية حررتها من هيمنة القرار الرئاسي ومن ضغطه ،وأنه كان بإمكانها أن تشكل شراكة حقيقية مع مؤسسات الرئاسة لولا أن هذه الشراكة لم تتبلور بشكل كافٍ ".
ما سبق ذكره قائله وزير الإعلام الأخ /نصر طه مصطفى وأجده ينطبق على الرئاسة الانتقالية في حال بقي أداؤها على هذه الشاكلة المهدرة المستنزفة في معارك كثيرة منهكة ومبددة للوقت والجهد والإمكانية وحتى الفرصة ، فجميع هذه الأشياء يُفترَض تسخيرها وتوظيفها لمصلحة نجاح المرحلة الانتقالية كهدف وغاية تحظى بدعم شعبي ووطني وثوري ودولي قلَّما توفر لصاحب القرار.
فالحال أننا إزاء حالة إخفاق يمكن تكرارها مستقبلاً وعلى الرئاسة الانتقالية تفاديها وذلك من خلال تخليها عن ثنائية التوفيق ما بين كونها جزءاً من نظامين وعهدين ، فضلاً عن ـــ وهذا هو المهم ــ أن لا تبدد وتضيِّع ما هو مُتاح ومتوافر لديها بحيث يصير هاجسها وفعلها منصباً في مسألة تقوية وترسيخ وجودها كسلطة ورئاسة ما بعد مرحلة الانتقال السياسي أكثر من انشغالها بإنجاز المهمة الأساسية الموكلة لها وفي ظرفية استثنائية تاريخية قلَّما سنحت لشخص آخ.
صحيح أن الرئاسة الانتقالية غير حكومة الوفاق المتشكلة من فسيفساء لا نظير له أيضا في التاريخ السياسي ؛ لكن ذلك لا يعني أن رئاسة هادي لم ولن تكون نسخة مكررة من وزارة باسندوة ، ففي المحصلة كان بمقدور الحكومة فعل الكثير لولا فقدانها للبوصلة والوجهة ، الرئاسة كذلك إذا ما اهدرت وقتها وجهدها في مضمار طويل مُنهِك وعبثي طالما خبرناه.
فدون منهجية واضحة وسليمة مؤلها الدولة الاتحادية وخلال ظرفية زمنية محددة سيكون مآل الرئاسة الإخفاق والفشل الذي وقعت فيه حكومة التوافق التي للأسف أضاعت فرصتها بفعل مكونها الغريب الذي جعلها فاقدة للأهلية والمنهجية وبما يتلاءم مع الحالة الثورية السياسية التي لم يتم استغلالها الاستغلال المأمول فكان اخفاقها وفشلها مسألة محتومة.
نصيحة للرئيس هادي أن يكرس جُل وقته واهتمامه مُنصباً في مسألة واحدة تتعلق هنا باشتغاله على النجاح فقط وفي قيادة البلاد لمرحلة تاريخية لا تزيد عن المدة المقررة للانتقال السياسي.
نعم يحتاج للجرأة والشجاعة لخوض غمار المرحلة التاريخية التي بكل تأكيد محفوفة بالمخاطر والتحديات المثبطة لحركتها ؛ لكنها في النهاية ليست مستحيلة إذا ما توفرت النية والإرادة من الممسك بزمام السلطة وإن كانت بصلاحيات ناقصة ، لكنها وبالنظر الى عوامل محيطة يمكنها صناعة النجاح والمجد للرئاسة الانتقالية بدلاً من تكرار الاخفاق.
محمد علي محسن
رئاسة ولمرحلة انتقال لا أكثر !! 1572