تنزيل ٥٠٠ أخرى في الجرعة يثبت أمرين؛ الأول: أن السلطة ممثلة بالرئيس والحكومة كاذبون في التبريرات التي سوقوها لتمرير قرار الجرعة، والتي تقول إن الاقتصاد كان سينهار لو لم يتخذ قرار رفع الدعم، وأيضاً القول بأن القرار لا بد منه للقضاء على مافيا تهريب الديزل والمشتقات النفطية..
الثاني: يثبت ذلك أن الهدف الأساسي من الجرعة كان من أجل إتاحة الفرصة للحوثي للعبور من تحت هذا العنوان إلى العاصمة واستخدامه ربما من قبل " الطرفين " لتمكين الحوثي من تحقيق أهدافه:
- رفع شعبيته كبطل شعبي؛ حفظ الجرعة وقدم ألف ريال في كل دبة كعربون صداقة مع الشعب.
- المشاركة في الحكومة من موقع القوة.
- تثبيت وجود مسلح واسع النطاق في العاصمة سيحتفظ به ضمنياً حتى لو قَبِلَ برفع المخيمات الظاهرة.
- إنجاز خطوة كبيرة في تعبئة قبائل الهضبة العليا في إطار مشروعة ؛ وهو ما تم أثناء التخييم والاعتصامات والاحتجاجات والاحتشادات المسلحة ؛ التي تتآزر كلها لبلورة انتماء وارتباط للقبائل الذين احتشدوا وهتفوا وتبندقوا وزوملوا وانشدوا وو.. إلخ.
- إنقاذ الحوثي من الهزيمة التامة في الجوف وخروجه بماء الوجه عبر عنوان شمول الاتفاق لوقف المواجهات في الجوف.
- إفلات الحوثي من قرار مجلس الأمن بشأن عمران ؛ في حالة خلو الاتفاق من أي ضمانات وتزمين لانسحابه من عمران وتسليمها للدولة.
- إبهات قضية تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي نصت عليها مخرجات الحوار وقرارات مجلس الأمن.
- احتمال فتح الباب من جديد لإعادة النظر في الأقاليم والمخرجات لاستيعاب مطالب الحوثي، وهذه المرة ليس بالجوف وحجة وإنما بإقليم الشمال كاملاً " حدود دولة الإمام يحيى ".
الحوثي خسر المعركة على الأرض بإجهاض مخطط السيطرة وسيناريوهاته التي رتّب لها مع أكثر من طرف.. فهل يُمكِّنه " الساسة " من كسبها على طاولة المفاوضات؟!.
مصطفى راجح
الحوثي يخسر على الأرض ويكسب في طاولة المفاوضات 1408