في اليمن فقط:
المجرم يقتل المواطن ويفجر منزله وينهب ممتلكاته ثم يُهجّره وأُسرته من موطنهم بدعوى محاربة أمريكا وإسرائيل ولم يتوقف الأمر عند ذلك, بل بسط المجرمون نفوذهم على مديريات صعدة ثم عمران وتحكموا برقاب الناس وحقوقهم والدولة تتفرج وتنحسر وتتخلى عن واجباتها ثم عن كرامتها ثم عن سيادتها ومواطنيها المظلومين المضطهدين وحتى عن قطعات جيشها وأمنها المرابط في صعدة وسفيان وحاشد وعمران وحجور وبعض مناطق الجوف وصنعاء وتغض طرفها عن جرائم بشعة تمارس بحق المدنيين والعسكريين على أيدي مليشيات العنف والإرهاب الحوثية الإمامية التي تنشر الموت وتوزع الدمار وتعيش على امتصاص دماء اليمنيين الزكية والتهام لحومهم البريئة ونهب أموالهم وتكميم أفواههم والتحكم بحقوقهم ورواتبهم ووظائفهم وأسواقهم ومعائشهم ومحاصيلهم وتعذيب أرواحهم الحرة بطاغوتيتها وتجريع نفوسهم الأبية بعنصريتها.
وفوق هذا وذاك ما برحت حكومة ما يسمى بالوفاق ودولة الرئيس هادي تضخ لهذه المليشيات الإرهابية المليارات شهرياً من المال العام وبهدوء ترسل موازنة صعدة الجريحة السليبة منذ اكثر من ثلاثة أعوام إلى صندوق السيد "فارس مناع" ليصرفها على برامج صناعة الموت التي يسخر لها كل الإمكانات وتحظى بدعم داخلي قبل الدعم الخارجي.
نود التنبيه إلى انه من المعيب "(يا ريس" أن تستمروا في التشكي من إيران ودعمها اللامحدود للتمرد الإرهابي الحوثي قبل أن تُقدموا أولاً على قرار بديهي بإيقاف الدعم اليمني الذي يرسل لصعدة وعمران وهو قرار تأخر كثيراً جداً مثل غيره من القرارات الاستراتيجية التي كان يجب اتخاذها منذ وقت مبكر على صعيد حفظ أمن البلد وسيادته وكرامة وأمن وحقوق أبنائه في كل أرجاء الوطن اليمني الحبيب.
وأعود لأقول أيضاً: في بلدي اليمن فقط المليشيات التي قتلت وهجّرت المواطنين تتحكم حتى بمعوناتهم التي تقدمها جمعيات ومنظمات الغوث الإنساني المحلية والدولية, فكيف وجلاد صعدة وعمران هو قاضيها وحاكمها؟!.. ولكي تدركوا مصداق ما أقول؛ اسألوا من هو رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات المهجرين والنازحين وفي أي وادٍ هو وإلى أين يذهب سيله الدفاق لتعرفوا ولستم تجهلون مقدار المأساة التي عاناها ويعانيها أبناء صعدة وسفيان ومؤخراً عمران ومناطق أخرى؟..
ولم تكتفِ المليشيات الحوثية بكل هذا بل ادعت أنها تقود ثورة على حكومة الفساد والجرعة ومراكز النفوذ وقد رأيتم زيف شعاراتها وسوء نواياها وشر مغزاها بأُم العين والجديد الذي يستدعي وقوف كل من له عقل وحس وبصيرة لإدراكه هو أن الحوثية تنطلق ثورتها الكاذبة من خيمة نازح مسروقة منهوبة في شارع المطار وهو ما ينطبق على كل الاعتصامات الأخرى..
طبعاً هذا ليس كلامي, فسأُرفق لكم مذكرة مسؤول منظمة الإغاثة الإسلامية باليمن التي تثبت أن خيمة اعتصام المطار مسروقة مما صرف لنازحي صعدة..
إذن كيف بالله عليكم سيصحح الحوثي الفساد من خيمة منهوبة وكيف يُصدق البعض أن مسيرة قرآنية قد تنطلق من دارٍ محتلة وأرضٍ مغتصبة ومزرعة مستباحة..
أيها اليمانيون: من يُهجّر اليمني ويُفجّر بيته ثم يسرق خيمة جادت بها عليه أيادٍ إغاثية من خلف المحيط؛ لن يرحمكم ولن ترون من وراءه إلا حروباً مهلكات وأفعال الموبقات وتشرد وتمزق وجوع وجهل وظلم وفتن وشتات.. اللهم إني بلغت.. اللهم فاشهد..
فهد الشرفي
فورة حوثية من خيمة مسروقة 1368