;
نور الدين اليامي
نور الدين اليامي

المسيرة الدموية 1469

2014-09-09 18:06:20


كثيراً ما نسمع في قناة المسيرة وما يردده إخواننا الشيعة "أنصار الله" في اليمن عن المسيرة القرآنية وقائد المسيرة القرآنية الشاب, عبدالملك بدر الدين الحوثي ومن قبله أخيه حسين بدرالدين الحوثي.. ومنذ نشأة تلك الحركة في بداياتها "الشباب المؤمن" وبدعم رسمي من الدولة كانت بداية نشأتها مبنية على العنف وتربية منتسبيها عليه ولم تأخذ المسار السلمي والتربوي والثقافي كسائر الجماعات الإسلامية المختلفة, فلقد نشأت وظهرت قبلها في محافظة صعدة الجماعة السلفية بمنطقة دماج وأنشأوا دار الحديث ولم يسجل عليهم ـ طيلة فترة بقائهم منذ أكثر من 40 عاماً ـ أنهم اعتدوا على مسجد ولم يقطعوا طريقاً ولم يستولوا على أياً من مساجد صعدة لا بقوة السلاح كما فعل إخوتنا الشيعة بمختلف مناطق صعدة, فأي مسجد كان يؤمه إصلاحي أو سلفي كان ينتزع من على منبر المسجد بقوة السلاح وتمت لهم السيطرة على مساجد ومدارس صعدة بتواطؤ ودعم من الدولة حينذاك.

وما إن بدأت هذه الحركة بالتوسع والانتشار ومدت يد التواصل مع إيران والارتهان للمذهب الجعفري حتى بدأت الاستعدادات العسكرية والتدريب على السلاح وشراء وتخزين الأسلحة وحفر الخنادق وإقامة المعسكرات وتعبئة أنصارها على العداء لكل من خالفهم وبخاصة المسلمين السنة المتمثل بالتجمع اليمني للإصلاح والتيار السلفي إذا استثنينا الصوفية وجماعة التبليغ وعامة الناس بحكم اللا تأثير لهم.

كما أنها بدأت بنشر الكتب التي كان يؤلفها السيد حسين الحوثي وفقهاء تلك الحركة والتي تنال من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وبدأت الحركة تنتشر في المناطق الزيدية كما ينتشر النار في الهشيم بحجة إحياء المذهب الزيدي وصبت فعلاً الزيت في النار وأشعلت الطائفية والمذهبية في اليمن بعد أن تعايش اليمنيون مئات السنين جنباً إلى جنب بود وسلام وتنوع حتى في ظل حكم الأئمة ومن قبلهم الدولة الفاطمية دون مشكلة تذكر.

وبدأت هذه الجماعة تحل محل الدولة وتقوم بمهامها حتى أدى إلى الصدام المسلح مع الجيش في ستة حروب متتالية سقط خلالها الآلاف من منتسبي المؤسسة العسكرية والمناصرين لتلك الجماعة وكلهم من أبناء اليمن, مسلمون موحدون.. وخلفت تلك الحروب كثيراً من المآسي والجروح ودمرت الاقتصاد الوطني وألحقت به أضرار جسيمة لا يمكن تجاوزها.

ثم بعد الأزمة السياسية وثورة الشباب التي اندلعت في 2011م, بدأت حربها على محافظة الجوف ثم كتاف وأخيراً حصارها لطلبة العلم ودار الحديث بدماج وهجرت قسرياً الآلاف من دماج بحجج واهية وقامت هذه الحركة بأكبر تطهير مذهبي لم تشهده المنطقة منذ مئات السنين على مرأى ومسمع العالم أجمع وفي القرن الحادي والعشرين بعد أن كانت قد هجرت سابقاً مشائخ ووجهاء صعدة وحرف سفيان وقتلت أبناءهم ودمرت بيوتهم ومزارعهم وهجرت مئات الآلاف من أبناء محافظة صعدة وعمران.

ثم بدأت تتوسع بكل اتجاه طبعاً بقوة السلاح ودمرت المساجد ومدارس تحفيظ القرآن وبيوت ومزارع كل من يناوئهم وهذا كله تحت يافطة "المسيرة القرآنية" وأشعلت الحروب في حاشد وهمدان وأرحب وبني مطر وخبان وذمار حتى وصلت اليوم إلى داخل العاصمة وعلى مشارفها وتهدد بحروب ضروس لا تبقي ولا تذر.

وبدأت تتبنى بإعلامها مطالب الناس وحاجاتهم ما عدى بعض الزلات التي تفيد بانتقامهم من النظام الجمهوري وكل من أصر ووقف وأيد النظام الجمهوري.. وقد نتفق معهم أنه منذ قيام الثورة قبل خمسين عاماً لم تحقق الثورة أياً من أهدافها ولم يجد اليمنيون ما كانوا يحلمون به من إقامة العدل ومحاربة الفساد وإقامة نظام جمهوري ديمقراطي بل تحول النظام الجمهوري إلى مملكة يحكمها العسكر ويورثوا الشعوب لأبنائهم كتركة ضمن أملاكهم.. وانتشرت دائرة الفقر والجوع والفساد وتبخرت آمال الأمة في الحياة الكريمة.

إذا استثنينا منها فترة حكم الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي رحمه الله.

ويطل علينا السيد الشاب عبدالملك الحوثي بين الحين والآخر من قناة المسيرة بخطاباته الرنانة وهوايتهم الحكومة بالفساد والعمالة وظلم وإذلال الشعب اليمني وتكلم عن عدم قدرة الدولة على حماية جنودها من القتل وتكلم أكثر من مرة عن ذبح الجنود بحضرموت وتكلم مراراً وتكراراً عن قضايا تظهر النوايا المبيتة للسيطرة على المناطق تلو الأخرى تحت مبرر وحجج باطلة, وكما قال هو بنفسه إننا طلبنا تغيير القشيبي ومحافظ عمران ولم تستجب الدولة والرئيس وكان لا بد أن نقوم بواجبنا و يا له من واجب وطني وديني ضمن أهداف المسيرة القرآنية التي يتبعها عبدالملك الحوثي وأنصار الله محاصرة عمران وقتل المئات من الجنود والغدر بالقائد حميد القشيبي وقتله وتهجير الآلاف من أبناء محافظة عمران!! يا لها من مسيرة رائدة تحصد أرواح المؤمنين ليلاً ونهاراً.

فإذا كان أنصار الشريعة قتلوا ما يقارب خمسة آلاف جندي من أبناء القوات المسلحة وربما ما يماثله أو أكثر من مناصري المسيرة القرآنية, وحينما تتحدثون عن ارتهان الدولة والحكومة للغرب والإقليم فأنتم تحرمون ما تحلونه لأنفسكم فأنتم مرتهنون لإيران وتتلقون الدعم المادي والعسكري منها. أو ليس هذا ارتهاناً؟! وإذا كان أنصار الشريعة قد تسببوا بضربات اقتصادية موجعة للاقتصاد الوطني فأنتم قتلتم الاقتصاد الوطني برمته وقتلتم معه الآلاف من أبناء اليمن وهجرتم الآلاف من قراهم ومساكنهم ومزارعهم؟! وما أجمل سلميتكم أنها أروع سلمية في القرن الواحد والعشرين, عشرات المخيمات المحيطة بالعاصمة مدججة بكل أنواع الأسلحة وعلى مرأى الجميع وتتفاخر بهذا المنظر الحضاري الجميل, بالله عليكم قولوا لنا ماذا تريدون أحب آل البيت كل الشعب اليمني يحب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.. نشر المذهبي الجعفري الاثني عشري دعونا أحياء لنعتنقه, لا تقتلوا الشعب اليمني حتى لا تجدوا من يتشيع.. ما تريدون الدفاع عن المظلومين والفقراء والجوعى اتركوا حمل السلاح وتجنيد المليشيات واستخدموا الأموال الإيرانية التي تعطى لكم بإطعام الجوعى و مساعدة الفقراء وستجدون شعباً بأكمله شيعياً يصرخ ليل نهار تحيا إيران ويموت العالم بأسره, يحيا سيدي عبدالملك ويموت علماء السنة جميعهم يحيا السنة ويموت النواصب!! وأنا أنبه الجميع أن يستفيدوا من درس العراق وسوريا وأفغانستان ولا يغرنكم ما حققتموه من بعض الانتصارات هنا وهناك وعليكم أن تعيدوا حساباتكم لا ترتكبوا حماقة مهاجمة العاصمة فعواقبها وخيمة على الجميع وبتصرفاتكم سوف تظهر بضاعتكم عشرات الآلاف من الدواعش وحينها لن يجد الجميع مأوى يظلهم ولا مكاناً يقبرهم, كفوا عنا الأذى ودعوا الشعب اليمني يتعايش مع بعضه زيدية وشافعية سنة وشيعة بسلم وأمان.

"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد