منذ تشكيل المجلس الوطني لقوى الثورة وجماعة الحوثي المسلحة تفر وتتمرد على كل وفاق فرفضت المشاركة فيه كفصيل ثوري في حين وافقت وباركت ذلك بقية فصائل الثورة، ومن ثم بعد أن توصل اليمنيون المتشاكسون إلى حل سلمي وسط تمثل في المبادرة الخليجية فرارا عن الولوج في حرب أهلية تكلفتها
باهضة على اليمنيين إذ بالجماعة المسلحة ترفض المبادرة وتعاديها، ثم جاءت حكومة وفاق وطني فرفض الحوثيون المشاركة فيها وجاء بعدها حوار وطني شامل تمخض عن المبادرة التي رفضها الحوثيون شارك فيه الحوثيون وطرحوا رؤاهم حول كافة القضايا التي اجتمع اليمنيون لحلها وكان فصيل الحوثيين أنذاك ذو رأسين؛ رأس يحاور فوق الطاولة ورأس يحارب من تحتها إذ أشعلوا حروبا في دماج وأرحب وغيرها، كل ذالك لتأزبم الوضع وإفشال الحوار وما إن اكتمل الحوار -بعد أكثر من 10أشهر- حتى أشعل الحوثيون حربا في عمران والجوف وغيرها وما إن اقترب اليمنيون من موعد الانتهاء من صياغة الدستور والاقتراب نحو انتخابات رئاسية حتى توجه الحوثيون للاعتصامات المسلحة على
مداخل العاصمة -بعد إسقاط عمران والسيطرة عليها- في مشهد لا يمكن وصفه إلا بمحاولة الانقلاب على مخرجات الحوار وإفساد ما تم شق الطريق نحو إصلاحه، تحت لافتة إسقاط الجرعة -التي سببتها الحروب العبثية المفتعلة-
وتغيير الحكومة -التي رفضوا سابقا المشاركة فيها- وتنفيذ مخرجات الحوار -التي تمردوا عليها- والآن بعد أن تقدمت اللجنة الرئاسية بمبادرة لحل الأزمة الحالية تمهيدا لتنفيذ مخرجات الحوار والوصول باليمن إلا بر الأمان تضمنت مراجعة الاصلاحات السعرية وتغيير الحكومة إذا بالحوثيون يستبقون تشكيل حكومة جديدة بمحاولة تفجير الوضع من خلال التصعيد المسلح أمام مؤسسات الدولة وقطع الشوارع ورفض التفاوض مع وزارة الداخلية ما أدى إلى نشوب اشتباكات بينهم وأفراد يتبعون وزارة الداخلية كي تتعكر الأمور وتتعقد الحلول ويتأخر ما يريد اليمنيون تحقيقه قريبا من بناء دولة مدنية ينعم في ظلها كل اليمنيين لا يكون سلطان فيها ولا سلاح إلا للدولة تحقيقا للعدل والقانون. اللهم احفظ يمننا واحقن دمائنا.
مصطفى المساري
إنهم يريدونه بعيدا..ونريده قريبا 1181