أرسل أحدهم للعبد الفقير طرفة خبيثة عميقة قاذعة على " الواتساب ".. هذه النكتة عبارة عن حوارية بين أب وابنه الذي سأل عن معنى الفساد السياسي فأراد أبيه أن يسهل عليه الإجابة وبلغة يفهمها نجله: دعني أُقرِّب لك المسألة بحيث يمكنك فهم السؤال ومن ثم الإجابة على سؤالك الكبير.. فأبيك يصرف على البيت لذلك يمكنك تسميتي بالرأسمالية .
أُمك تنظم شؤون البيت لذلك سنطلق عليها مسمى الحكومة وأنت يا بني تحت تصرف أُمك" الحكومة" لذلك سأدعوك بالشعب. أخوك الأصغر الذي نحبه جميعاً ونعده أملنا المنشود فأطلق عليه اسم المستقبل. أما الخادمة التي تقوم بأعمال البيت وتقتات اليسير مما نتفضل عليها فقل أنها القوى الكادحة.
وبعد أن أنهي الأب شرحه قال: أرجو أنني قد وفقت في تبسيط وتوضيح سؤالك فلك حرية الانصراف ولتكن إجابتك مرضية ومقنعة وحسنة.. ذهب الابن منكباً على السؤال، مجهداً تفكيره في حله، وفيما هو على سريره أرقاً قلقاً في عناء الإجابة الشافية الوافية لمعنى الفساد السياسي كان صوت بكاء أخيه الصغير قد تسلل بغتة إلى غرفته.
ولما طال أمده ولم يخفت بكاء أخيه اضطره الذهاب إلى مهجعه فوجده مبللاً متسخاً بفضلاته فقصد أُمه ليخبرها بحالة طفلها الشاكي الباكي فوجدها تغط في نومة عميقة لم تفلح معها محاولته لإيقاظها. تعجب أن والده ليس نائماً بجوارها!
غادر غرفة أمه باحثاً عن أبيه وبينما هو كذلك سمع همسات وقهقهات خافتة صاعدة من غرفة الخادمة، اقترب من نافذتها الصغيرة، نظر في داخلها وإذا به يعثر على والده مع خادمة البيت.
في اليوم التالي ينهض الولد مبكراً وكمن أكتشف سرا عظيما لم يستطع إخفائه فاراد كشفه لشخص وثيق عزيز. توجه إلى أبيه قائلاً : لقد عرفت يا أبي معنى الفساد السياسي . الأب : عظيم جداً؛ فهلا أسمعتني ما عرفته عنه؟
الولد: عندما تلهو الرأسمالية بالقوى الكادحة الفقيرة وتكون الحكومة في سبات عميق وطويل، فيصير الشعب قلقاً تائهاً مهملاً تماماً، كما ويصبح المستقبل شاكياً باكياً غارقاً في قذارته؛ فذاك هو الفساد السياسي.
محمد علي محسن
فهمتُ الآن يا أبي!! 1662