بادئ ذي بدء لا بد من الإشارة إلى أن الشعب اليمني بكل المكونات الجماهيرية والفعاليات السياسية والسواد الأعظم من الناس جميعهم سواء من قبل على مضض الجرعة السعرية والمتمثلة في رفع الدعم عن المشتقات النفطية أو من خالفها كانوا ولا يزالون ينشدون البدء في الخطوات الحقيقية في تنفيذ وثيقة الحوار الوطني باعتبار أنها مثلت خارطة طريق أجمع عليها اليمنيون برعاية وبماركة دولية كما وأنها تشكل السلوك الحضاري للانتقال باليمن من بوتقة الاقتتال أو النزاعات السياسية والجهوية إلى عهد آمن ومستقر يكفل للجميع المشاركة في الثروة والسلطة.
بيد أنني أجد نفسي ومعي الكثيرون أمام مشهد غاية في التعقيد وينبئ بظلامية أيام نحسات في قادم الأيام على ضوء ما شهدته وتشهده عاصمة الوحدة من مسيرات غوغائية من قبل أنصار جماعة الحوثي الذين ضربوا الخيام في مشارف العاصمة في أكثر من جهة وفقا لدعوة عبد الملك الحوثي التي في ظاهرها الرحمة بهذا الشعب وباطنها من قبله العذاب.
أقول إنني أجد نفسي أمام هكذا مشهد أنبه من لا يدرك بخطورة المشروع الصفوي باليمن أن جماعة مسلحة قتلت وشردت المواطنين في محافظة صعدة وعمران ومناطق أخرى في محافظتي الجوف وحجة وبقوة السلاح دون رادع من دين أو وازع من ضمير كيف لها أن تنتصر للضعفاء في هذا الشعب المكلوم متخذة من الجرعة السعرية قميص عثمان وتوظيفها للإجهاز على كيان الدولة والنظام الجمهوري ومكتسبات الثورة والوحدة والعودة بهذا الوطن إلى العهد الرجعي الإمامي الذي لفضه شعبنا في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر أوائل الستينات من القرن الماضي.
ومن الضرورة بمكان أن يدرك الجميع بأن وقوع الشعب اليمني تحت طائلة مقصلة الإمامة في عصر ثورة المعلومات إنما يعني ذلك دخول البلاد في بيات شتوي يسود فيه الكهنوت وتحضر العبودية لتكون هي العنوان الأبرز لحياة الأجيال حاضرا ومستقبلا سيما وقد رأينا كيف كانت ممارسات الحوثيون في ستة حروب مضت اذا كان أمثلهم طريقة يشرد الأسرة بكل أفرادها ثم يساوي المنزل بالأرض.
ولا بد من أن يتسلح الوعي الجمعي بحقيقة ليست نسبية وهي أن إسقاط الحكومة التي لم أكن راضي عن أدائها أصلا لا يكون بتعطيل الحياة السياسية ومصالح الناس ولا بحصار صنعاء طالما وهناك قنوات سياسية إذ كان بمقدور ـ جماعة الحوثي ـ تشكيل حزب سياسي والتخلي عن ترسانة السلاح والانضواء في الحياة السياسية لتساهم بفعالية في التغيير الأفضل من خلال تنفيذ مخرجات الحوار الوطني أما التغيير تحت بيارق الإمامة والعبودية وبنكهة فارسية فشيء من ذلك لن يكون ما دام بالأيام رمق وبالأشجار ورق وما دامت حياة الشعب مفعمة بالحرية التي ستشكل بحد ذاتها سياجا منيعا وصلبا لحماية الجمهورية انتصارا لتضحيات شهداء ثورتي سبتمبر وأكتوبر وتلبية لتطلعات أبناء اليمن.
حسان الحجاجي
حين نلبي مقصلة الإمامة 1299