للأسف حدث ما كنا نخشاه وأقرت سلطة هادي جرعة سعرية قاتلة ستكون لها نتائج كارثية على معيشة المواطن العادي وللأسف هناك بعض وسائل الإعلام وبعض الكتاب بدأوا في الترويج للجرعة على أنها تحرير للمشتقات النفطية وأنها لصالح المواطن وسيتضرر منها "هوامير الفساد" وهذه كلها مغالطات والمواطن هو المتضرر فقط فأسعار المواصلات سترتفع وسيصاحب هذا الارتفاع بأسعار المشتقات النفطية ارتفاع شامل في أسعار المواد الغذائية والخدمات وبنسبة 100 % في أحسن الأحوال وهذا سيتحمل عبئه المواطن فلو كانت الحكومة لديها القدرة على إحداث معالجات تجنب المواطن التداعيات الكارثية لهذه الجرعة لكانت أوجدت بدائل وحلول أخرى تغني عن رفع أسعار المشتقات النفطية بدائل كانت ستوفر مئات المليارات بدلا من هذه الجرعة القاتلة وأولها إلغاء الازدواج الوظيفي والأسماء الوهمية في الجيش وإقرار ضريبة على كبار الملاك وغيرها.
لقد كنا نصدق نفي السلطة المتكرر لوجود جرعة سعرية خاصة بعد المكرمة المالية المقدمة من العاهل السعودي والمنحة النفطية التي قدمها لليمن ولا ندري أين ذهبت والتي ظننا أنها ستعوض السلطة عن رفع أسعار المشتقات النفطية, ولكن مع هذا أقرت السلطة هذه الجرعة استجابة لضغوط البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وهما ما دخلا بلاداً إلا وتكبلت بالفقر والديون والغلاء والفساد وما تحرر اقتصاد بلدان كثيرة إلا بعد أن تحررت من شباك البنك الدولي وقيوده.
لا تلوموا الحكومة كثيراً, فهي مسيرة وليست مخيرة ولا صلاحيات لها وقد سلب هادي صلاحياتها وانتزع كل ميزاتها وهادي هو المسئول الأول عن هذه الجرعة السعرية القاتلة, ولكن كان على الحكومة أن تستقيل ولا توقع على هذه الجرعة, ولكن ما يبدو أن الضمير قد مات عند الكل, فهذه الجرعة تعني للشعب اليمني إبادة جماعية ومجزرة شاملة ارتكبها هادي الذي ظهر على حقيقته وسقطت آخر ورقة توت كانت تستر سوءته بإقرار هذه الجرعة القاتلة للشعب.
الثورة يجب أن تكون على هادي, فهو رأس الفساد والإجرام والخيانة ولم تمض سوى أسابيع على خيانته المخزية في عمران حتى ارتكب هذه المجزرة البشعة بحق الشعب بهدف تركيع الشعب وإذلاله وتجويعه وجعله فريسة لمليشيات العنف وجماعات الخراب وبهدف إغراقه بالفوضى والعنف والانفلات الأمني فالجائع المحروم لن يجد وسيلة سوى أن ينهب أو يسرق أو يقتل لكي يعيش.
لنفترض أن هناك زيادة في الرواتب, لنفترض هذا جدلاً, فكم ستكون هذه الزيادة وكم حجمها؟, وكم عدد الموظفين في السلك الوظيفي مقارنة ببقية أفراد الشعب؟!.
إن هذه الجرعة هدية ثمينة للمليشيات المتمردة ودفعة قوية للإرهاب وتعزيز لخطاب الحوثي والقاعدة, فالسلطة بقيادة هادي خضعت للأمريكان بشكل مخزٍ دمر السيادة الوطنية وقضى على استقلال القرار اليمني بشكل كامل وتام وهذه الجرعة ستوفي ما بقى وستدفع الناس دفعاً لأحضان هذه المليشيات المتمردة لتتواصل دوامة العنف وتتقوى، نسأل الله أن يلطف بالبلاد والعباد.
لن نلوم المؤتمر رغم أن وزير النفط من المؤتمر ورئيس البرلمان من المؤتمر وهادي المجرم من المؤتمر, لن نلوم المؤتمر ولن نلوم الإصلاح, فالكل مسيرون, هادي هو المسئول الأول والأخير وهو مهندس الجرعة وقدم له عشرات المقترحات والبدائل فرفضها وأصر على الجرعة القاتلة إرضاءً للبنك الدولي ومشاريعه التخريبية في اليمن..
الثورة يجب أن تكون على هادي فهو المسئول الأول وهو راعي الفساد والإجرام والإرهاب باليمن، لقد حفر قبره بيده ونسج كفنه وغداً تدور على الخائن هادي الدوائر.
محمد مصطفى العمراني
جرعة هادي..هل تفجر ثورة جديدة؟ 1818