الذين يتحدثون عن موت القشيبي فإنهم جهلاء لا يعرفون معنى الموت ولا معنى الحياة، يا هؤلاء كيف حكمتم أن القشيبي مات وبأي دليل توصلتم لنتيجة موته.
أكرر القشيبي لم يمت ولكنه دخل في حياة جديدة كلها عزة ورجولة وشموخ؛ أقسم يميناً غير حانث إنه لن يخون أمانته وشرفه العسكري فأوفى بوعده وصدق الحق سبحانه القائل " من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، فاستشهد وهو واقف شامخ شموخ الجبال، والشهداء لا يموتون بل يبقون أحياء وخالدين في ذاكرة الأحيال، وبهذا يكون سطر تاريخاً ناصعاً أرّق الخونة في الدولة كما أحرجهم وأرّقهم أثناء صولاته وجولاته في الحياة, فاعتقدوا أن المخرج من هذا الإحراج هو التآمر على قتله حتى تخلُ لهم الأرض منه ويكونوا قوماً متفردين بمصير الوطن، وما علموا أن السحر سينقلب على الساحر وان المكر السيء لا يحيق إلا بأهله، وانه باستشهاده سيكون حياً وهم الموتى بخيانتهم رغم أنهم أحياء، فقد انكشف أمرهم واتضحت خيانتهم وبان مكرهم ولم تستطع الرتب التي تعلو على أكتافهم والمناصب التي يتقلدونها أن تدفع عنهم لعنات الشعب والتاريخ.
ولله در القائل:
لا يلام الذئب في عدوانه ** إنْ يكُ الراعي عدو الغنم.
الخلود للشهيد حميد القشيبي ولكل الشهداء الأحرار والخزي والعار للخونة والماكرين ولا نامت أعين الجبناء.
محمد مقبل الحميري
القشيبي لم يمت..! 1779