‏ هناك عدة أسباب دفعتني لرفض حضور مأدبة الإفطار التي دعا إليها رئيس الجمهورية وبعثت حينها بصرخة مناشدة للأخ الرئيس لإلغائها, وهنا أعيد نشر المناشدة كما أُرسلت في حينها:

"وُجِّهَتْ لأعضاء مجلس النواب دعوة للإفطار مع فخامة الأخ الرئيس- حفظه الله- يوم الاثنين 7/7 وكم أتمنى على فخامة الأخ الرئيس ان يلغي هذا الموعد لعدة اعتبارات منها التاريخ 7/7 تاريخ يتحسس منه إخواننا في المحافظات الجنوبية والاعتبار الآخر ما يجري من حرب طاحنة ودماء تسفك وأرواح تزهق من كل الأطراف في عمران وضواحي صنعاء, بالإضافة لآلاف الأسر المشردة ، ولم نفعل شيئاً لإيقاف هذا العبث بالبشر، وسيكون لقاؤنا ونحن نتبادل الابتسامات حول هذه المأدبة كأننا نأكل من هذه الأشلاء المتطايرة ونشرب من هذه الدماء المسفوحة دون أي إحساس منا بذلك ". انتهى نص المناشدة الذي بعثتها.

كما أن هناك أسباباً أخرى لم أذكرها صراحة في مناشدتي ، وان كانت قد ذكرتُ ضمنياً ، منها الأزمة الخانقة في المشتقات النفطية وجيوش المطوبرين أمام كل المحطات، إضافة للظلام الدامس الذي تعيشه المدن اليمنية معظم ساعات اليوم ، والإحباط الذي أصاب الجميع جراء سلبية الدولة والحكومة أمام هذه القضايا المصيرية ، مما يجعل إقامة مثل هذه المأدبة أمر محرج ويدعو للسخرية بنا من قبل الجماهير التي سترى فينا الاستهتار وعدم الإحساس بنكباتها التي نحن جزء منها، ولذلك رغم الاحترام والتقدير العاليين لفخامة الأخ الرئيس فضلت عدم الحضور بعد أن أديت واجبي الوطني بالنصح الصريح الذي لا مداهنة فيه.. وربنا يحفظ وطننا من كل سوء ومكروه.