الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رجل مشهود له بطول النَّفَس والصبر والأناة وعدم التعجُّل والطيبة، ولكن أحياناً مثل هذه الصفات النبيلة يُؤتَى المرء من قِبلها ، ومع أن موقع الأخ الرئيس يتطلب هذه الصفات النبيلة التي يتحلى بها إلا أنه أيضاً يحتاج الى الحيطة والحذر ورفع حاسِّية الاستشعار لمخاطر الماكرين، وكما قال سيدنا عمر بن الخطاب: "لستُ خباً ولا الخب يخدعني" وموقع الأخ الرئيس يجعل المتلونين والمندسِّين وأصحاب المشاريع المشبوهة وخاصة المقربين منه, الذين يستطيعون الوصول إليه بسهولة ويُسر يجعل أمثال هؤلاء يبالغون في الطاعة والامتثال واستخدام أعذب الكلام ، وصياغة التقارير الخادعة لتصفية أي مخلص وصادق في نُصْحِه ليتفردوا به ويحجبوه عن الواقع ، ولا يوصلون له إلا زيف الكلام ، ويُعيِّشونه في وهمٍ بعيدٍ عن الحقائق ، وكثير من الزعماء يقعون في الفخ عبر أمثال هذه الأصناف من البطانات الخبيثة ، إلى أن يوصلوهم الى فوات الأوان ، وإلى وضع لا ينفع معه أن يفهموا الواقع حينها ، مثلما قال الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي " فهمتكم " ولكن هذه الجملة قالها في وقت متأخرٍ جداً ، لم يستمر بعدها سوى ساعات معدودة، فالواجب أن يحذر من المقربين أكثر من الخصوم وعلى قاعدة " احرص ولا تُخوِّن "
وكلامي هذا لا يعني أن الأخ الرئيس لا يُدرك ذلك, فهو أكثر منَّا وعياً وإدراكاً وخبرة ، ولكن يظل الإنسان مهما كبر مقامه يحتاج الى النُّصح والتذكير وصدق الحق سبحانه القائل: " وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين " ومن باب الحرص والحب للوطن أحببت أن أدوِّن هذه الكلمات هنا للتاريخ ، لأن أمر الأخ الرئيس يهم كل مواطن يمني مخلص لوطنه ، فإذا أصابه شيء في هذا الوقت ــ لا قدر الله ــ فإن ذلك سيكون إصابة للوطن في مقتل .. أسأل الله ان يوفق رئيسنا إلى ما فيه خير للشعب وللوطن ويجنِّبه بطانة السوء ويحفظ وطننا من كل سوء ومكروه.. وكل عام والوطن والمواطن بألف خير.
*عضو مجلس النواب/عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
محمد مقبل الحميري
الخوف على الرئيس والنُّصح له واجب وطني 1341