علي عبدالله صالح
حكمت اليمن 33 عاماً وخرجت من الحكم بعد أن أثريت بمليارات الدولارات والكثير من أبناء شعبك لا يتوفر لهم الحد الأدنى من العيش الكريم بل البعض منهم يتحسسون في براميل القمامات التي أصبحت هي أيضاً تعيش تقشفا شديداً ولا يكاد هؤلاء الباحثون عن غدائهم في هذه البراميل يجدون فيها ما يسد رمقهم، ونلت الحصانة، ونذكرك بأنك الرئيس الوحيد من كل الرؤساء الذين حكموا قبلك بقيت في اليمن، فالسلال خرج طريداً، والارياني خرج شريداً رغم أنه كرّم بحفل وداع، والحمدي قتل شهيداً، وسالم ربيع علي مات قتيلاً، والغشمي قتل قتلة شنيعة، وعبد الفتاح إسماعيل خرج طريداً ثم قتل بعد عوته لأن من يخرج من الحكم في اليمن لا يعود إليه أبداً، وعلي ناصر محمد خرج هارباً، وأنت خرجت من الحكم وكنت تملك الدبابة والمدفع والحرس الجمهوري والأمن المركزي والدفاع الجوي وغيرهم، كل تلك القوة لم تمنع خروجك من السلطة عندما أراد الشعب، فلا تعتقد أن من خرج وهو يملك كل هذه القوة، يستطيع العودة بقناة" اليمن اليوم" أو إدارة جامع بُني من مال الشعب وإن كان بناء هذ الصرح يحسب لك إنشاؤه كذكرى وتاريخ لا كتملكٍ واستحقاق.. فاحمد الله على حسن خاتمتك حتى الآن واستثمر المال الذي خرجت به بما ينفعك وينفع أولادك.. أما تفكيرك بالعودة وتحالفك مع خصوم الأمس ما نراه إلا استدراجاً من الله لك إن لم تشكره وتقتنع بما أنت فيه وانه ليس بالإمكان أحسن مما كان.
عبدالملك الحوثي:
فكرة الحق الإلهي- الذي تجاهد من أجل استرداد- فكرة ما أنزل الله بها من سلطان، ولكنها تزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد من قحطانيين وعدنانيين، وهي دعوة جاهلية تفرق بين الأجناس، وتتعارض مع دين الله ومع دعوة المصطفى- صلى الله عليه وسلم- ولن يقبل بها اليمنيون حتى وإن جاملك البعض لينال حظاً مما لديك من مال، ولو كان التفاضل بين الناس أساسه الأنساب لكان أبو لهب عم رسول- الله صلى الله عليه وسلم- أعلى مرتبة من بلال الحبشي، ولكن أبو لهب نزل فيه قرآن نتعبد الله حين نقرأه ولنا بكل حرف منه أجر “تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب”.. فنرجو أن تثوب إلى رشدك وأن لا تكون سبباً في ضرب النسيج الاجتماعي المتجانس عبر القرون في اليمن، وإذا أردت الولوج في بحر السياسة فما عليك إلا أن تُكَوِّن حزباً وتعمل من خلاله حتى تصل للسلطة برضى وتفويض من الشعب عبر صناديق الاقتراع النزيهة، ودعك من شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل هذا الشعار الذي حصد آلاف الأبرياء من أبناء الشعب، ولم يقتل أمريكياً واحداً أو إسرائيلياً، فإسلامنا يدعو إلى المحبة ومكارم الأخلاق والحياة لكل أبناء البشر وينشد السلام للجميع.
اللقاء المشترك:
جزء من الحالة التي وصلت البلاد إليها كان بسبب أنانيتكم وغياب المشروع المشترك الذي يجمعكم، وتربصكم ببعضهم، وعدم شمولية النظرة لدى قادتكم، ولم تفرقوا بين قيادة الدولة وقيادة الحزب، وفرقتم في المواطنة بين من ينتمي لكم ومن لا ينتمي لأحزابكم، مما جعل الشارع- الذي كان بالأمس سلاحكم- ينقبض عنكم، بل البعض اتجهوا إلى أعدائكم والأسوأ من ذلك البعض اتجه إلى أصحاب الدعوات الطائفية نكاية بكم وهم بذلك يضرون الوطن ولكنهم سلكوا هذا المسلك الخاطئ نكاية بكم.
وأنتم المعنيون بالدرجة الأولى في قيادة التحول المطلوب في الوطن وتنفيذ المبادئ التي من أجلها ضحى الشهداء والجرحى ولكنكم أصبتم بغفلة, متناسين أن من قام عليه الشعب لازال يمتلك نصيب الأسد في الحكومة والمجالس المحلية وفي كل مرافق الدولة وأنتم بهذا المسلك إنما ضيعتم أنفسكم ومن كانوا يؤملون بكم، وقويتم الطرف المتربص بالجميع، وسبق أن وجهت مناشدة لكم قبل أكثر من عامين بأن هذه المرحلة مرحلة عبور وليست مرحلة محاصصة، وأن أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في غزوة أحد بعد أن كانوا منتصرين في بداية المعركة هزموا أقسى هزيمة في عهد الرسول- صلى الله عليه وسلم- لأنه في لحظة ضعف بشري فكروا بالغنائم فعاقبهم الله بتلك الهزيمة القاسية وهم خير القرون وهم من رضي الله عنهم ورضوا عنه، فهل نطمع منكم أن تعيدوا حساباتكم وتصلحوا أخطاءكم وتستشعرون المسؤولية وحجم الأمانة التي في أعناقكم، وتتخلصوا من حض الشيطان الذي في نفوسكم وتعيدون للشعب الأمل بكم الذي ضعف، ولا تعتقدوا أن من ينصحكم عدوٌ لكم، وتأكدوا أن من يفكر بمصالحه الشخصية لا يمكن أن يصارحكم، ولا زال في الوقت بقية لاستعادة الريادة إن أنتم قدَّرتم الأمور حق قدرها وعملتم مع السواد الأعظم من أبناء شعبكم من اجل المصلحة الوطنية العليا، ومنحتم مصالحكم الشخصية والحزبية إجازة لمدة مساوية للفترة الزمنية التي مضت من حكمكم.
السواد الأعظم من أبناء الشعب:
لا تكايدوا حزباً أو قبيلة أو جماعة بمصير وطنكم، فأنتم القوة الضاربة التي إذا استيقظت لا يستطيع أي باطل الوقوف أمامها، فلتكن مواقفكم راشدة وأن يكون دورانكم مع الحق حيث دار، لا مع الأشخاص فالأشخاص يتغيرون وقلوبهم بين أصابع الرحمن فمنهم من يثبت ومنهم من ينكص وينقلب على عقبيه، أما الحق فهو ثابت لا يتغير وهو مشتق من اسم الله الحق المبين، فلا ترضوا بغير العدل والإنصاف والمواطنة المتساوية للجميع، مهما زين لكم دعاة الباطل باطلهم ومهما أغروكم بالمصالح والفتات من المال، ومن يشتريك اليوم يبعك غداً، فهؤلاء جميعاً صراعهم عليكم وانتم المسحوقون، أما هم فمصالحهم مؤمنة وأموالهم متراكمة، فكونوا مع من يحرص عليكم في السراء والضراء ومصلحة الوطن نصب عينيه، مع التقييم المستمر لأي شخص ولأي حزب وبمقدار قربه من الوطن ومصالحه العليا يكون قربكم منه، ولا تستسهلوا قوتكم التي هي أقوى من قواهم مجتمعة.
الرئيس عبدربه منصور هادي:
الآمال معقودة عليك والأعناق مشرئبة نحوك، فأنت قد حظيت بتأييد محلي أكبر من التأييد الخارجي الذي لم يحظَ به رئيسٌ قبلك، والتاريخ أمامك سطره لنفسك كيف تشاء، فسطر تاريخاً ناصعاً تقرأه الأجيال بفخر، واعمل لليمن كل اليمن، و لكل مناطق اليمن بمكيال واحد، واجعل اليمن كل اليمن نصب عينيك لأن مناطق اليمن أمانة في عنقك وكلما خطوت خطوة جادة لا تراعي فيها إلا مصلحة اليمن العليا ستجد الجماهير تلتف حولك، وثق أن الشعب اليمني كله قبيلتك وأبناء عشيرتك، وتأمل معي تاريخ الشهيد إبراهيم الحمدي أقل فترة حكمها رئيس هي فترته، ولكن كل الرؤساء الذين مضوا تناساهم الشعب وذكرى هذا الرجل الذي أخلص لوطنه تتجدد كلما مرت السنين واللعنات تلاحق من غدروا به، الأخ الرئيس أنت مؤهل لأن تسطر تاريخك بأحرف من نور ولكن احذر الخفافيش التي لا تعيش إلا في الظلام ولا تحب لغيرها أن يعيش في النور، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
وفي الأخير.. أتوجه بأكف الضراعة إلى الله:
اللهم انك تعلم أني حاولت كتابة كل حرف من أحرف هذه الرسائل بصدق وتجرد بعيداً عن هوى النفس.. اللهم إن كنتُ قد أحسنت فاجعلها في ميزان حسناتي ووفق من خاطبتهم بها للاستفادة منها، وإن كنت قد أخطأت فلا تحرمني أجر المحاولة في النصح، واحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه يا سميع الدعاء.
* عضو مجلس النواب
محمد مقبل الحميري
رسائل قصيرة لعدة جهات!! 1499