لاشك أن الثورة الشبابية السلمية الشعبية والتي انطلقت في 11فبراير2011م في عموم ساحات وميادين محافظات الجمهورية اليمنية قد مثلت بحق منعطفاً تاريخياً في مسار حياة نضال حياة المجتمع اليمني وعبّرت في هذا الحدث التاريخي العظيم في نفس الوقت عن امتداد ثورتي سبتمبر وأكتوبر ونقلته بفعل دورها الإيجابي بمسافات أطول وأوسع إلى الأمام, حيث قضت وبدرجة أساسية على الكثير من المفاهيم المغلوطة والتي علقت في ذهنيته وعقليته أفقدته بهذا عدم القدرة على التمييز والتفريق للأشياء خاصة بما كان يدور من حوله من أحداث وأفعال وأعمال كانت في صالحه ولا تمت بصلة لا من قريب ولا من بعيد بل كانت تصب آنذاك في صالح وخمة أولئك الذين استأثروا على ثروة البلاد والعباد من خلال سيطرتهم المطلقة على مقاليد الحكم من جهويين ومتنفذين وفي مقدمتهم رئيس النظام السابق علي صالح، كما لا ننسى هنا والذي يعتبر هذا من وجهة نظرنا هو الأهم في موضوعنا والذي بين أيدينا من أن الثورة قد أثرت بصورة مباشرة في وسطنا الاجتماعي وانتزعت وكسرت حاجز الخوف من نفسيته وأوجدت فيه روح الشجاعة والإقدام في سبيل تضحيته من أجل وطنه وحريته وكرامته وتعززت وقويت أيضاً عن طريق هذا الفعل عودة ثقته من جديد في ذاته وبالنظر قياساً بما تحقق له في بعض المجالات الحياتية وذلك ما نالها من التغيير النسبي وهذا أمر عظيم طالما والثورة سائرة بدون توقف إلى أن تبلغ من تحقيق أهدافها عن طريق ما تضمنته بنود المبادرة الخليجية بآليتها والمزمنة وبالمناسبة يذكر منها مخرجات الحوار الوطني وتحويل مواده كدستور لنا مستقبلاً وكعقد اجتماعي متماشياً ومتناغماً مع عصرنا عصر القرن الواحد والعشرين من حيث أنه قد حمل في طيه مخرجات هذا الحوار كل قضايانا وهموم مجتمعنا حاضراً ومستقبلاً ومشجعاً بتهيئة الأجواء نحو العمل والبناء على أسس علمية ودراسات مبنية على التنقيب والبحث المستمر والدؤوب من قبل دولة المستقبل والقادمة حتمياً دولة النظام والقانون والمؤسسات.
لذا نقول بصراحة لأولئك الذين يحلمون بعودة عجلة التاريخ إلى الوراء هيهات.. هيهات.. هيهات فسحقاً وبعداً لهم فالشعب غيره بالأمس فأصبح بكامل نضوج وعيه كما أن التغيير من سنن ونوامس الكون, فالقوى الظلامية والمتمثلة في الثورة المضادة أنصحها هنا أن تعود بنفسها إلى دراسة التاريخ بتجرد وتمعن والذي لا شك أنها ستتكشف حقيقة قانون هذا التغيير وما التفجيرات التي تحدث هنا وهناك عن طريق تفجير أنابيب الغاز والنفط وضرب أبراج الكهرباء ومن تقولات وإشاعات تصدرها عادة بغرض خلق الفتنة وإشعالها في داخل مجتمعنا بهدف عرقلة توجه ثورتنا وتعثر مسار ثورة الشباب والذين ضحوا من أجلها وفارقوا الحياة مئات من فلذات أكبادنا، حيث سقطوا من أجل تخليص مجتمعهم من ويل الحكم الاستبدادي والذي كان مهيمنا على كل مقرات وخيرات هذا الوطن, فالنصر قد تحقق بالرغم من بطئ بعض الشيء في خطواتنا العملية الثورية وهذا لا يمكنه أن يصرف مجتمعنا عن ما ضحى من أجله وناضل وقدم الغالي والنفيس من أجل نصرة هذا اليوم التاريخي العظيم والله من وراء القصد.
حسين الانسي
الثورة والثورة المضادة 1094