في شرعب الرونة؛ عبث بمصالح المواطنين, واحتكار لثروتهم ومخصصاتهم من المشتقات النفطية "وما هذه إلا مثالاً للعقلية الهمجية لبعض القائمين على احتياجات الناس في أغلب مناطق الجمهورية", أود ان ألفت عنايتكم إلى أن هذا العبث والاستخفاف بالناس مستمر منذ زمن بعيد, من قبل الثورة ومن بعدها, وكأن الأمر لم يتغير, ولا تتفاجأوا أنْ هذا يحدث في شرعب, فهناك "فساد مقنن" وممنهج يطال هذه المديرية؛ انتقاماً منها, في ظل غفلة من مواطنيها المشهود لهم بالإباء والشجاعة!! إلا اني لم أجد تفسيراً لسكوتهم عن مثل هكذا فساد؟ "دعك هنا من بعض المحاولات الشبابية لتغيير الوضع"؛ كون هؤلاء الشبان لاحول لهم ولا قوة, سوى بعض المنشورات الفيسبوكية التي لاتسمن ولا تغني من جو" واذا ما عدنا إلى مضوعنا الرسمي؛ هنا احتكار المشتقات في سوق الأحد مركز مديرية شرعب الرون)؛ فبعد كل هذا الصمت الطويل لاحت بادرة أمل, تمثلت بقيام احد المواطنين- لا أحب ذكر اسمه هنا- بجمع توقيعات من مواطنين- بشكل سري- تؤكد وجود احتكار وتلاعب بمخصصات المحطة من المشتقات النفطية وبيعها لأشخاص بعينهم مما يؤدي الى حرمان المواطنين منها, خصوصاً مع إقبال شهر رمضان الذي تشتد فيه معانا أبناء المنطقة وقد كنت في يوم من الأيام شاهد عيان على تلك المعاناة وبعد جمع التوقيعات أوصلها المواطن الذي قام بجمعها إلى مكتب النفط بالمديرية, والذي قام بدوه في التحقيق بصحة الشكوى المرفوعة إليه, واتخذ الإجراءات القانونية ضد القائم على المحطة, وأغلق المحطة؛ قاطعاً بذلك مسلسل العبث بمصالح الناس, ولا نعلم ما اذا كان المتهم- القائم على المحطة- قد أُحيل للتحقيق أم لا؟!..
الشاهد من هذا كله؛ أن هذا عمل نبيل ورائع – الابلاغ عن الاحتكار- ومعبر عن وعي من قام به ورسالة قوية لكل من يحاول المتاجرة بمعاناة الناس وحاجاتهم, مفادها لن تذهب حقوق الناس هدراً في شرعب الرونة بعد اليوم, وفي الوقت ذاته يقوى إيمان الناس بعدالة قضيتهم, وضعف وخسة وقبح وجبانة ووقاحة من يستغلون حاجات الناس ويبتزوهم بها.
كم هو عظيم ذلك الشخص "ذو الوعي والثقافة المدنية المؤمل فيها بناء وطن جديد لا مكان فيه لأصحاب الأرواح الخبيثة والعقليات الهدامة" عظيم عندما! أخرس أفواه أولئك الأنذال, حقاً إن مفردات لغتي وكلماتي لا تستطيع التعبير عن عمل بحجم هذا, مساحة مقالي لا تفي بالغرض ولا تتسع لأُقدم رسالة شكر وإجلال لذلك الشخص الذي ستنفتح له قلوب الناس بكل سلاسة, وسيعظم في قلوبهم, وسيقفون بفطرتهم السليمة مشدوهين لعظمة هكذا عمل.. وحتى لا أُسهب في الكلام اختتم مقالي هذا, بمقوله للمفكر الكبير الشهيد/ سيد قطب عندما قال" ما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة، ولا سلطاناً، وإنما همي الجماهير الغافلة الذلولة، تمطي له ظهرها فيركب! وتمد لها أعناقها فيجر، وتحني لها رؤوسها فيستعلي! وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى!".. عظيم هو سيد قطب لمقارعته الاستبداد, وعظيم ذلك الذي أوقف من يستهترون بحياة الناس في مديرية شرعب "المثال الأول للنضال ضد الاستبداد بمختلف صوره وأشكاله".
محمد المياحي
في شرعب الرونة...عبث بمصالح المواطنين!! 1658