إن إخفاء الحقائق المتصلة بالأزمات والمشاكل العائلية عن الأولاد قد تؤدي إلى فقدانهم الثقة بكم, أكثر من ذلك, قد يجعلهم يبحثون عن أشخاص آخرين من خارج الأسرة كمصدر لمعلوماتهم ويعرضهم بالتالي إلى الحصول على معلومات مشوشة وغير صحيحة, كما قد يعرضهم إلى الإحساس بالغربة عن أسرتهم والشعور بعدم الاطمئنان إلى حب والديهم لهم وعطفهم.
يجب أن تشرحوا لأطفالكم بعض المعلومات المبسطة عن بعض الأمراض التي قد تكون مصاحبة لأحد أفراد الأسرة كالداء السكري وضغط الدم والنوبة القلبية.. إلخ.
إذا كان أولادكم يقلقون بخصوص سلامة صحة أحد أفراد الأسرة, فإن هذا شعور طبيعي ومناسب, أكدوا لهم أن الشخص المريض يحظى بعناية طبية جيدة, وبعد فترة مناسبة من الراحة والعلاج سيتماثل للشفاء التام بإذن الله كذلك إذا كان تشخيص الأطباء لمرض أحد أفراد الأسرة سيئاً فلا بأس من إخبار الأطفال أن حالة المريض لا تخلو من الخطورة ولكن هناك أمل في تجاوز مرحلة الخطر, ونستطيع بحكمة تجنيب الأطفال مشاعر القلق والخوف وعدم الإفراط في طمأنتهم من أجل أن يكتسبوا وعياً صحياً جيداً في المستقبل.
كذلك يمكن للأب أو الأم أن يشرحوا لأولادهما في حالة الانتقال من سكن إلى سكن آخر أن يشرحوا لهم بأن للحياة العائلية بهجتها الخاصة ومتعتها الفريدة حيث أن معظم الدفء والمحبة والاطمئنان الذي يشعر به الجميع كعائلة ينبع من المشاركة الحقيقية ليس في الأفراح فحسب بل في باقي الهموم والخيبة والأزمات أيضاَ, يجب أن يشعر الأولاد بالفائدة وعدم الخسارة في حال الانتقال من منزل لآخر وتلك مهمة الوالدين, كما يجب عليهما أن يشرحوا لأولادهما بعض عناصر الفائدة والمغامرة التي يتضمنها الانتقال مثل التعرف إلى منطقة جديدة, واكتساب صداقات جديدة وفرص متوفرة واكتشاف آفاق جديدة وأوضاع معيشية مختلفة, ومن المستحسن على الوالدين محاولة اصطحاب أولادهما "قبل الانتقال" في رحلة إلى ذلك المكان الذي سيعيشون فيه ليتعرفوا إليه, ويزورون المدرسة والجيران الجدد وذلك من أجل أن يتعرفوا على المكان الذي سينتقلون إليه. هذا التغيير سيمنح جميع أفراد الأسرة الفرصة لتنمية مداركهم ومعلوماتهم توفر لهم جميعاً الإحساس بالالتصاق والمودة وتمنحهم القوة والصلابة التي يكتسبها الإنسان في الحياة والتي تنبع من مواجهته للمتاعب والمحن والتغلب عليها بالخبرة والتجربة.
د.عبدالسلام الصلوي
كيف تساعد الأسرة أولادها خلال الأزمات العائلية؟! 1112