تابع الجميع ما حدث في جمهورية مصر العربية؛ ما يسمى حفل تنصيب قائد الانقلاب العسكري بحضور إقليمي ودولي, ما هو إلا مشاركة فعلية من قبلهم لإتمام الحلقة الأخيرة من فلم الانقلاب ومساندته وعودة الحكم العسكري بعد إطاحة الجيش بالرئيس المدني المنتخب بانقلاب 3 يوليو على مرأى ومسمع من العالم, فحضور بعض الملوك والرؤساء أو من يمثلهم من سفرائهم دعماً للانقلاب وكون البعض منهم لا يعرفون عن الديمقراطية إلا اسمها وتدار بلدانهم من قبل أسر ملكية أو مشيخية منذُ عشرات السنين ولا يعرفون إلا التخريب والتدمير والتآمر على الشعوب الأخرى بالأموال التي نهبوها من ثروات بلدانهم لتبقى لهم مملكاتهم ، وكم تمنيت أن يعرضوا أنفسهم على شعوبهم ولو لمرة واحدة ويجربوا الديمقراطية ليخسروها كما خسرها صاحبهم هذا الذي جاءوا لتنصيبه, فلقد رفضه غالبية الشعب المصري وقاطعوا الانتخابات التي أجريت مؤخراً وأقر بذلك منافسه والقنوات الموالية له وكذلك غالبية المراقبين وأوضحوا بأن الرقم الذي أعلن فيه مغالطة لذكاء المصريين وتزوير لإرادتهم, فحضور مراسيم تشييع الديمقراطية ودفنها بمشاركة من يدّعون أنهم دعاة الديمقراطية وظهر مؤخراً كذبهم علينا ومشاركتهم بممثلين كمساعدة وزير الخارجية الأمريكية وسفراء الاتحاد الأوروبي وحتى لو كان التمثيل لم يرقَ للمستوى المطلوب لدى الانقلابيين, لكن الهدف المشترك بينهم قد تحقق وهو القضاء على الديمقراطية الناشئة في دول الربيع العربي, فلكم نقول: هل هذه الديمقراطية التي تريدون أن تقنعونا بها؟ ولقد شاهدناكم وأنتم تباركون خطوات الانقلاب في القتل والإجرام وانتهاك الحريات العامة والكرامة، فتباً لكم ولديمقراطيتكم، فهل تسمحون أن يحدث ما حدث في مصر في بلدانكم؟, أما الخائن الذي أقسم بأنه لن يخون شعبه, فنقول له: كذبت ورب الكعبة, فلقد خنت شعبك ورئيسك المنتخب مرات عديدة وانقلبت عليه إرضاءً لأسيادك اليهود والنصارى وما تهنئة قادة إسرائيل لك إلا دليلاً على ذلك, فلقد كشفت ألاعيبك وظهر خداعك وكذبك للقاصي والداني وأصبحت أحد عبيدهم وسوف تصير سامعاً مطيعاً لهم ولسوف يحركونك كالدمية كما يشاءون حسب الطلب بما يخدم مصالحهم ولن تستطيع أن ترفض لهم طلباً ونذكرك بأن شعب مصر الحر يرفض وقاطع هذه المهزلة وهو مستمر في ثورته لإسقاطك ولن يعود إلا وقد تحقق له ذلك ، وما حدث مجرد مراسيم تشييع للديمقراطية ودفنها إلى مثواها الأخير في مقبرة الانقلاب العسكرية فإنا لله وإنا إليه راجعون .
تغريدة :
ما جرى في سوريا هي مسرحية أخرى تضاف لسابقتها المصرية ويحاولون جر ليبيا إلى نفس المربع عن طريق جنرال آخر قادم من الولايات المتحدة الأمريكية وهكذا هلمّ جرا..
وما علينا إلا قراءة الفاتحة لروح الديمقراطية وعظَّم اللهُ أجرَ الأمة العربية والإسلامية بديمقراطية الصهيو أمريكية الخادعة الكاذبة ولا نامت أعين الطغاة..
فكري الشرماني
مراسيم تشييع الديمقراطية في مصر إلى مثواها الأخير 1194