يدعي اللواء المتقاعد في الجيش الليبي/ خليفة حفتر في عمليته المسماة الكرامة, يدعي أنه يحارب الإرهاب ويعيد كرامة الجيش المهدورة- حد قوله, حفتر يقدم بعمليته هذه خارج إطار أي شرعية سوى شرعية الاستقواء بالسلاح وفي الوقت ذاته تصف هيئة الأركان الليبية ما يقوم به حفتر بأنه محاولة انقلابية للاستيلاء على السلطة, حفتر عاش ما يقارب من 20 عاماً في أمريكا, لكنه لم يتعلم منها قيم ومبادئ الديمقراطية وقداسة إرادة الشعب, وسلطة القانون وربما أن حفتر لم يسأل نفسه يوماً ما لماذا يحدث أي انقلاب في أمريكا طوال تاريخها؟, رغم انتشار السلاح والمزاج العسكري؟.
يبدو أن حفتر عاش في أمريكا معزولاً مثله مثل خصمه ورفيق سلاحه أيضاً القذافي الذي لم يكن يرى في الولايات المتحدة غير اضطهاد الهنود الحمر والتفرقة العنصرية!! لماذا لم يحتكم حفتر إلى قيم الشراكة وآليات الديمقراطية, وفضل الاحتكام إلى قيم العسكري المملوكي الذي يحتكم فقط إلى القوة للوصول إلى السلطة, ألم يسمع حفتر عن قصة الضابط الأميركي "سميدلي" الذي طلب منه مجموعة من رجال الأعمال الأميركيين في عام 1934م القيام بانقلاب وهم سيدعمونه بـ" 500 " ألف جندي وسيمولون الحرب, فرفض وأبلغ عن المؤامرة ولم يصدق العالم كلامه وأن هناك من يفكر بالانقلاب في أميركا إلا بعد تحقيق الكونجرس ولكن المهم أنه عندما سُئل سميدلي عن سبق رفضه للانقلاب فقال "اهتمامي هو حماية الديمقراطية وليس الانقلاب عليها, ثم قال إذا كان بإمكانك جمع 500 ألف جندي للانقلاب فغيرك قادر على جمع 500 ألف جندي لمواجهتك وهنا تكون حرب أهلية الخاسر فيها "وطن", ألا يتعلم حفتر من سميدلي؟!.
محمد المياحي
مالم يتعلمه حفتر من أمريكا!! 1514