دخلت الحرب التي تجري في عمران بين الجيش اليمني ومليشيات الحوثي, فصلاً جديداً في الصراع وجاءت كذلك في توقيت حساس, حيث الجيش اليمني يخوض حرباً مفتوحة مع تنظيم القاعدة في شبوه وأبين منذ 29أبريل /نيسان الماضي.
الحوثي الذي فجر الحرب في عمران وسلك منهجاً جديداً أراد من خلالها إسقاط عمران وضمها إلى صعده بالكامل وهو ما لم يسمح به الجيش, الحوثي استغل حرب الجيش مع القاعدة ليحقق انتصاراته العسكرية المزعومة, ومن ثم يحقق مكتسباته السياسية التي هي الهدف الرئيسي من كل هذه الحرب العبثية التي يخوضها الحوثي ابتداء من دماج مروراً بأرحب وهمدان والجوف وحجه والمحويت وليس انتهاءً بعمران.
بعد كل هذه الفترة التي تعامل معها الجيش بحكمة وتصبر حتى انقلبت هذه الحكمة إلى ضعف وربما تواطؤ, هكذا بدأ الناس يفكرون ويتساءلون: ما سر هذا التقاعس من قبل الجيش والرئيس ووزير الدفاع تجاه ما يتعرض له الجيش "اللوا310بقياده القشيبي وهو الآن يخوض الحرب مع الحوثي بدعم من الطيران الحربي"؟..
الآن بعد أن تدخل الجيش وبعد أن تحقق جزء من كلام الرئيس "انه لن يسمح بانكسار الجيش", إلى أين تتجه الأمور؟ إلى التهدئة التي يطالب بها الحوثي؛ ليرتب صفوفه من جديد وليس ليخضع لسيادة الدولة..
حتى لو تم الاتفاق على وقف اطلاق النار فهي استراحة محارب بالنسبة لمليشيا الحوثي, أم أن الأمور سوف تتجه إلى التصعيد؟ ومن المستفيد هذه المرة؟, هل سيحقق الحوثي مكاسب عسكرية وسياسية؟, أم أن الجيش سوف يقوض مطامح الحوثي ولن يسمح له بالتمدد مره أخرى؟, أم أن الحوثي سيدرج ضمن معرقلي التسوية السياسية؟".
الحوثي مطمئن انه لن يدرج رغم كل أفعاله الواضحة وبالتالي سيترتب على هذا دعم دولي للجيش من اجل نزع أسلحة الحوثي بالقوة وربما يشارك الطيران الدولي في هذا الأمر.. هذا التوجه الجديد من قبل الرئيس هل هي إرادة سياسية حقيقية قوية مستمرة, يمكن البناء عليها أن الدولة مصرة على تحقيق مخرجات الحوار ونزع سلاح المليشيات؟ وبناءً على هذه التساؤلات يمكن التكهن بالآتي:
1 –استمرار الحرب (سيناريو ضعيف لان الرئيس حريص على عدم زج الجيش في حرب الخاسر فيها الوطن بأكمله).
2 –الهدنة (المؤقتة) لكن ماذا بعد الهدنه؟ ماذا سيكون موقف الجيش من معاوده الحوثي لاعتداءاته؟.
3 – تسليم الحوثي سلاحه وإنهاء تمرده والسماح للدولة ببسط نفوذها (الحوثي يراوغ في هذا ولن يسلم سلاحه؛ لأنه يعلم أن السلاح حقق له مكاسب لم يكن بوسعه تحقيقها عن طريق العمل السياسي) والمتوقع أن يسلم جزءاً من السلاح اذا رأىي أن الدولة لن تسمح ببقاء سلاحه وحتماً سيكون وفق شروط, لكن لن يسلم سلاحه بالكامل؛ كونه لا يؤمن بالدولة المدنية ولا حتى بمخرجات الحوار التي وقع عليها, وواضح أن تحركات الحوثي الأخيرة تأتي في سياق محاولاته للانقلاب على مخرجات مؤتمر الحوار والهروب من استحقاقاتها, لأنه يعلم خسرانه في معركة البناء والسياسة لأنه لا يؤمن إلا بالعنف والقوه والهمجية".
الحوثي يعلم أن البناء أصعب بكثير من الهدم وانه لا يقوى عليه, ومن هنا يريد أن يشرعن لنفسه الخروج عن الدولة والانتقام من الثورة والإجهاز على الجمهورية..
هل يفهم الحوثي أن الشعب لن يسمح له بذلك؟ (لا أظنه يعلم ذلك) بسبب نشوة الانتصارات الوهمية التي حققها هنا وهناك لسبب أو لأخر, ومن هذا المنطلق يزعم هادم المساجد ودور العلم والمنازل انه يستطيع تحقيق حلمه المنشود المتمثل بإسقاط (الثورة والجمهورية) طبعاً لا تنسوا هنا أن الحوثي يؤمن بالتدرج في سبيل الوصول إلى هدفه..
محمد المياحي
الجيش والشعب ومليشيات الحوثي إلى أين؟! 2123