يشكو الكثير من الأزواج والزوجات دخول شركائهم في حالة صمت عابرة لكنها قاتلة بالنسبة للطرف الآخر, وفي الحقيقة أن الغالبية العظمى منا لا يعرف أن العلاقة الزوجية تبقى في أمان طالما وأن هذا يحدث لكن بشكل معقول وغير مقلق ففي ظل علاقة متواصلة ومتفاعلة وروتينية باستمرار لابد أن يحدث الملل وتظهر الحاجة للصمت أو الاعتزال المؤقت أو ما نسميه بالإجازة الزوجية ويفهم البعض على هذا على أنه فرصة للتفكير في الانفصال أو تنظيم أولويات العلاقة الزوجية أو إعادة تنظيم أولويات العلاقة الزوجية أو إعادة صياغتها من جديد وفق متغيرات حديثة أو طارئة يعاني منها أحد الزوجين أو كلاهما, لكن هذا غير صحيح, فهذه العلاقة المقدسة هي نوع من العلاقات الإنسانية الراقية والشفافة التي لا تحتمل الكذب أو التزييف, ولو أنها كانت مبنية على مثل هذه الأسس الهشة لكانت قد آلت إلى الزوال منذ وقت مبكر, لكنها علاقة مبنية على أرضية خصبة من المشاعر والأحاسيس غاية في السمو والترف العاطفي, لذا يحتاج المتزوجون ـ رجالاً ونساء ـ إلى مثل هذه الإجازة الزوجية التي نتحدث عنها لإجراء بعض التعديلات المتعلقة بأنماط السلوك المفرط من كلا الطرفين لما قد يسببه الأمر من تراكمات سلبية مرفوضة لا تتواءم ونقاء هذه العلاقة المتفردة.
نعم يصبح الطقس غائماً بشكل مفاجئ ترغب الزوجات في البكاء بدون وجود أسباب واضحة لذلك, وتكثر بين أيديهن التعليلات وتتراكم بعدها المبررات ويبحث الأزواج عن سبب واحد لذلك ثم لا يجدون إلا الاستسلام كخيار سلمي وحيد أمام تلك الدموع القاتلة.
ويصبح الجو عاصفاً حين يصمت الرجل أو يغادر منزل الزوجية مؤقتاً في رحلة استجمام فردية تتغير على إثرها مشاعر الزوجات ويصبح الشك خليلاً والريبة رفيقة درب.. لكن ما هي إلا أيام وتعود المياه إلى مجاريها من جديد.. يحدث هذا لكن بشكل مفاجئ وغير منظم وبدون اتفاق واضح.. والأصح أن يحصل كلا الزوجين على إجازة يسبقها اتفاق ووضوح ورغبة في منح الآخر فرصة لالتقاط الأنفاس.
إن حجم المسؤوليات الكبيرة التي يفرضها الارتباط الزوجي تحتاج لفترات نقاهة وهدوء وفهم للمتغيرات التي يمكن أن تكون معوقاً أمام استراتيجيات تحددها الأسرة أو القائمون عليها منذ وقت مبكر.
لكن من المهم جداً أن تكون سماء العلاقة الزوجية كسماء هذا الكون تماماً لا ترتدي ثوباً واحداً من أثواب الطقس كما أنها تبدو أكثر بهاءً وبهجة بعد أن تتلبد بالغيوم.
الحياة الزوجية نشرة طقس مستمرة, لكن لا يستطيع التنبؤ باحتمالاتها المتوقعة إلا هذان الزوجان, لذا يجب أن يحصل كل منهما على فرصة لفهم نفسه وفهم الآخر.
ألطاف الأهدل
غائم جزئياً...! 1251