ابن تعز إن لم يكن لمحافظته فلن يكون لوطنه، وأنا أحد أبناء محافظة تعز، أشعر بأننا جميعاً أبناء تعز نمارس العقوق بحق محافظتنا، ونسيئ لها ونشوه تاريخها ومكانتها العالية التي يقدرها كل الناس ماعدا أبناء تعزً, فنحن نتصرف نحوها بلا مبالاة وباستهتار ونهزأ ونسخًر منها؟ ليس بالكلام ولكن بممارساتنا التي نسلكها، ندعي أننا مثقفون وسياسيون وحكماء, ننظر لليمن كله، وأعمالنا نحو محافظتنا تعكس عنا غباء وجهلاً وحماقة، كل واحد منا يدعي أن تعز معشوقته الأولى وأنه الابن البار ونحن بعيدون عن هذا الادعاء.
نعادي بعضنا بدون أسباب، ونصنع الإشعاعات الظالمة لمن يريد لتعز العز والكرامة فنقضي على توجهه وطموحه في مهده حسداً من عند أنفسنا.
أبناء تعز ليس بينهم ثارات قديمة ولا نعرات قبلية، ولكنهم يصنعون مع بعضهم عداوات وهمية تضعف حالهم وتشتت شملهم وتشمت الآخرين بهم، الحزبي منهم ولاؤه لمن هم خارج تعز ويقدم توجيهاتهم مهما كانت خاطئة على مصالح تعز، غالبا نتصارع مع بعضنا بالوكالة لآخرين.
ورغم ذلك تظل تعز قوة خارقة لا يستطيع أحد تجاوزها إلا بجعل بأس أبناء تعز بينهم شديد، الآخرون يعرفون قوة هذه المحافظة وإمكاناتها الهائلة أكثر مما يعرف أبناء تعز عنها، فهي رائدة الثورات عبر التاريخ وقائدة التحولات، ورائدة التنوير، وإذا أرادت شيئا ينفذ ويتم ولا يستطيع أحد منعه.
فيا أبناء تعز الكرام.. صلاحكم صلاح لليمن كله لأن قدركم أن تكونوا مع الوطن كل الوطن، ولكن كما يقول المثل العامي "اللي ما تخدم أمها ما تخدم خالتها" ولذلك الذي ما يعمل منا من أجل تعز لن يعمل من أجل اليمن..
وضع تعز مزري في كل المجالات رغم التحسن الملحوظ في الجانب الأمني في الشهور الأخيرة.. انظروا إلى مدينتكم وما نعانيه من ظمأ وفقدان معظم الخدمات الضرورية والبنية التحتية، انظروا إلى مطاركم الذي يتوسط أكبر كثافة سكانية في اليمن وأعلى نسبة مغتربين ورجال أعمال.. تفكروا في مينائكم التاريخي المهجور مع سبق إصرار وترصد وإلحاقه في كل المعاملات إلى محافظة أخرى.. انظروا إلى مستوى البطالة أوساط الشباب والتي تهدد السلم الاجتماعي، واستشعروا خطر المخدرات التي تروج في أوساط الكثير من أبنائكم وتهدد كل بيت فيكم.
كنتم بالماضي تتعللون باستهدافكم من قبل النظام وهذا صحيح، ولكنكم اليوم مازلتم تسيرون على نفس المنوال الذي كنتم تسلكونه سابقا, رغم تحطم القيود التي كانت عليكم وانفكاك الأغلال التي كنتم تضعونها على أعناقكم لتثبتوا الولاء لغيركم.. بقيتم على نفس المنوال الذي سلكته الجن بعد موت النبي سليمان ولبثوا في العذاب الشديد سنيناً وهو ميت مع فارق الشبه، واعتذاري لنبي الله سليمان بهذا التشبيه الذي لا يتناسب مع مقامه عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
آن الأوان أن يلتقي أبناء تعز مع بعضهم وتتصافح قلوبهم قبل أيديهم ويعملوا على نهضة محافظتهم وإقليمهم مع إخوانهم الأعزاء أبناء محافظة إب، فإذا أفاق أبناء تعز واتجهوا للعمل على نهضة محافظتهم ستنهض اليمن كلها، فأبناء تعز مفتاح اليمن وقفله.
يا أبناء تعز.. أنتم قوة كامنة وطاقة خلاقة، فما عليكم إلا أن تثقوا بطاقتكم الخلاقة وقوتكم الكامنة وتوحدوا جهودكم، فإذا فعلتم ذلك فإنكم ستخطون تاريخا عملاقا للوطن كله وستنقلون الوطن نقلة كبرى نحو الغد المشرق وثقوا انه لن يستطيع أحد أن يقوم بهذا الدور سواكم.
(كتبت هذا المقال من وحي مقال للأستاذ العزيز والإعلامي القدير يحي عبدالرقيب الجبيحي الذي نشر في عدة مواقع إخبارية بعنوان "مرة أخرى من الذي يقزم ويهمش تعز).
عضو مجلس النواب
محمد مقبل الحميري
تعز بين عقوق أبنائها وقوتها الكامنة 1528