التجمع اليمني للإصلاح يضم بين دفتيه كوكبة كبيرة من الكوادر الكفؤة والشباب الواعد، والأتقياء الفضلاء.. وفوق هذا فهو يسعى - وفق برامجه وتوجهاته ومبادئه المعلنة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في نظام الحكم ، وهي الكفيلة بإرساء دعائم الأمن والاستقرار والعدل والمساواة بين أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات بغض النظر عن توجهاتهم ومشاربهم السياسية المختلفة، لان الشريعة تضمن لكل ذي حق حقه بلا مواربة – إذا ما طبقت نصاً وروحاً- وهذا ما يؤمله قطاع واسع من الشعب اليمني في الإصلاح.
حين اشترك الإصلاح مع المؤتمر والاشتراكي في حكومة ائتلافية كان وزراء الإصلاح من أفضل القيادات علماً وعملاً وأمانة وإخلاصاً، فكانوا خير من يمثلون الإصلاح، لان الاختيار حينها كان موفقا.. واذكر مثالا لا حصرا على ذلك: د. نجيب غانم، ود. بأفضل وآخرين ..لكن وآآآآه من لكن حين اشترك الإصلاح في حكومة الوفاق الوطني أختل توازن الاختيار، فجاءوا بوزراء ومدراء عموم لا يمثلون حقيقة الإصلاح وجوهر ما يدعو إليه.. بل أساءوا للإصلاح في وقت كان أحوج ما يكون فيه إلى أثبات انه البديل الصالح.. لان الذين تم اختيارهم في المواقع القيادية صوروا الإصلاح بأنه لا يختلف عن غيره من الأحزاب الأخرى التي جربها الشعب.. ومثال على ذلك: وزير التربية (الأشول) ووزير الداخلية السابق (قحطان) ومدراء عام لمكاتب التربية في عدد من المحافظات الذين عينهما الأشول.. فهؤلاء هم غير قادرين على إدارة أعمالهم – إذا احترمناهم- لان في عهدهم زادت وتيرة الفساد بمتوالية هندسية عما كانت عليه في عهد علي عبدالله صالح، مما دفع الكثير من المواطنين لان يتحسرون على عهده باعتباره اخف ضررا من عهدهم !!
ونتساءل بعفوية: ما الذي جعل الإصلاح – على جلالة قدره وأمل الناس فيه بعد الله تعالى لإخراج الوطن المأزوم من محنته – ما الذي جعلهم يسيرون مع من سار في طريق الإساءة إلى الوطن باختياراتهم غير الموفقة لمن يمثلونهم في سدة الحكم؟!
أيها الإصلاحيون.. يا قياداتنا الفاضلة: أحسنوا الاختيار حتى لا يكون وبالاً عليكم أولاً وعلى الإصلاح ثانياً وعلى الوطن ثالثاً.. واعلموا أن الناس نقادة.. وأنهم يراقبون تصرفاتكم أكثر بكثير من مراقبتهم للأحزاب الأخرى، لأنهم يعرفون الأحزاب الأخرى سلفاً، ويعتقدون ألا أمل فيهم ويرون فيكم الأمل القادم.. فلا تتبعوا خطوات الأحزاب الأخرى" حذو الغذة بالغذة، حتى إذا ما دخلوا جحر ضب دخلتموه ورائهم".
والله من وراء القصد..
منصور بلعيدي
أيها الإصلاحيون..أحسنوا الاختيار لأن له ما بعده 1322