على صفحتي في الفيس بوك نشرت مقطعاً من قصيدة للشاعر ناصر منصور تقول:
من يعيشون عبيد!!
هم يموتون عبيد!!
كلما أسقط الأحرار فرعونا
لتحرير العبيد
فكروا في صنع فرعون جديد
إنهم من يحشدوا في مصر للسيسي رئيسا... لا أزيد !!
فعلق عليها بعض الأصدقاء قائلين(القصيدة رائعة ..لكننا لا نوافق على مضمونها) !!
وما أثار استغرابي هو موقف أحدهم فقط كونه عضوا بارزا في اتحاد الأدباء والكتاب اليمانيين!!
تصوروا (أن هذا الأديب) الذي يفترض فيه رقة المشاعر ورهافة الإحساس ونبذ العنف يقف إلى جانب الانقلاب الدموي النازي في مصر!!
وهذا هو محل استغرابي واندهاشي معا، لأنه لا يعقل- لمن يحمل معاني الأحاسيس والمشاعر الإنسانية الجياشة - أن يقف في صف القتلة والمجرمين ومصاصي الدماء، حتى وان كانت تلك الدماء التي أريقت ظلما وعدوانا والأشلاء التي مزقت بلا ذنب هي لكفار(غير المحاربين) فكفرهم عليهم وحقهم في الحياة محفوظ، لأن الكافر في المقام الأول إنسان له حق الحياة ما لم يعتد على الآخرين بما يوجب قتله.. ولا يعني بأي حال من أحوال (الإنسانية) المحضة أن أقف في صف مجرم سفاح لا يرعوي عن سفك دماء مخالفيه عند تسلطه عليهم، لمجرد اختلافي السياسي معهم.. فهذا انفصام نكد بين القول والفعل.
هذا الموقف جزء من مواقف كثيرة رأينا أصحابها يتعرون من مبادئهم– إن كانت لهم مبادئ أصلا – وهم يدافعون عن حكم العسكر في القنوات الفضائية باستماتة لا يُحسدون عليها حتى صاروا (هم) والانقلابين في مصر صنوان .. بل إن ذلك هو انقلاب وقح في معايير الوعي الذي يحمله هؤلاء الأدعياء.
انظروا كيف تجاوز العلمانيون العرب في حقدهم وكراهيتهم ما يحمله الكافرين من حقد وكراهية تجاه الإسلاميين الساعين للوصول إلى مقاليد الحكم.. فبدلا من أن يستنكروا الأفعال الإجرامية للانقلابين في مصر من قتل جماعي وأحكام إعدام بالجملة للمئات في محاكمات صورية لم يشهد لها التاريخ مثيلا ,ها هم يقفون في صف العسكر.
وعلى العكس تماما وقف الكفرة والمشركون ضد تلك الأفعال المشينة حين تحركت إنسانيتهم (السليمة) تجاه ما يحدث في مصر، فاستنكروا تلك الأفعال الإجرامية والأحكام الانتقامية تحت ضغط الوازع الإنساني الذي فقده أبناء جلدتنا من العلمانيين بل وخلعوا عن كاهلهم ثياب الأخوة (الإنسانية) كما تخلع الأنثى ملابسها ولم يفقده الكافرون.. يا للعار!!.
لقد كشف القناع عن (وهم) ثقافة العلمانيين العرب.. فقد لبسوا قشرة الحضارة والروح جاهلية.
ألم يعلمونا – في سبعينيات القرن الماضي- أنهم دعاة الدولة المدنية التي تحفظ الحقوق والحريات وحق الإنسان في الحياة كونه أنسانا فحسب، وحق المواطنة المتساوية للجميع بغض النظر عن المعتقدات الدينية؟!
وإذا بهذا الادعاء الكاذب يسقط سقوطا مريعا في أول اختبار لهم لينقلبوا من الضد إلى الضد بوقوفهم إلى جانب الحكم العسكري البوليسي في مصر بعد انقضاض العسكر على أول حكم مدني في مصر منذ ما قبل الاحتلال البريطاني.
كم كان الانقلاب العسكري الأسود في مصر فاضحا لهؤلاء الأدعياء فقد جردهم حتى من ورقة التوت وانكشفت عورات ثقافتهم المزيفة فصاروا كالببغاوات ينافحون عن حكم العسكر ويرددون مقولاتهم في غرائبية بلهاء وقحة تصور مدى ضحالة ثقافتهم وقصر نظرهم وتناقضهم الفاضح حين كانوا ينادون بالدولة المدنية فلما نالوها عن طريق الإسلاميين الذين جاءت بهم صناديق الديمقراطية.. ثارت ثائرتهم وتحولوا إلى أبواق ناعقة لتثبيت حكم العسكر – عيني عينك - ... ويا علمانيون ضحكت من جهلم الأمم.
منصور بلعيدي
أدعياء الدولة المدنية!! 1357