تمر العلاقات الأمريكية الروسية بمرحلة متأزمة, من الشد والجذب وتشكل الأزمة الأوكرانية بكل تعقيداتها, المحراب الأبرز للصراع ويتحدث البعض عن عودة الحرب الباردة بشكل أو بآخر, خصوصاً مع عودة الاستقطابات الدولية, وتقسيم العالم إلى:
معسكر شرقي (روسي), ومعسكر غربي (أمريكي) وزاد هذا الرأي رسوخاً, الوضع العربي المعقد, والذي يمر هو الآخر بحالة من الفوضى والاضطراب, ليس موجه الربيع العربي التي مازالت متفاعلة, ولا أحد يستطيع التكهن بمستقبلها ومن هنا تبرز تساؤلات عديدة, يا ترى إلى أين تتجه الأمور؟ إلى مزيد من التصعيد إلى التهدئة واحتواء الموقف, كون الانتقال إلى خطوة أخرى ليس من مصلحة أحد, فمن المعروف أن الولايات المتحدة, غير مهنية أو لنقل ليس من أولوياتها في هذه المرحلة الدخول في صراع عبثي أرهقها كثيراً, طيلة العقدين الماضيين, ولأن أوباما نفسه, جاء على أساس برنامج يتمثل في تخليص الولايات المتحدة, من الشرق الأوسط ـ تقليص التدخل العسكري ـ المكان الذي شعرت أمريكا أنها خسرت فيه كثيراً, وقد تجلى ذلك في البرنامج العسكري للجيش الأمريكي, الذي قلص فيه من تكاليف التسلح, تزامناً مع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان, وبعد هذا العرض, يمكننا القول أن العلاقة الأمريكية الروسية, مفتوحة على كل الخيارات, مادام التدخل الروسي في أوكرانيا قائماً, والأحلام القيصرية لـ (بوتين) تزداد توسعاً, يوماً بعد آخر.
محمد المياحي
أمريكا وروسيا.. حرب باردة من جديد 1548