يجب أن لا تكون الحرب على الإرهاب مجزئة, فالإرهاب بمعناه الجلي والواضح وغير المسيَّس أينما كان ومن قبل أيً كان .. ترويع قتل استعباد وإذلال، بفرض العنف والقوة والهيمنة المستبدة, وسواء كان ذلك بتفجير سيارة مفخخة أو كان بفرض فكر بالقوة أو إسقاط محافظات عنوة وتجبراً، وتطاول النظر صوب العاصمة لإسقاطها.
هذا هو الارهاب بكل وضوح وتجلي سواءً كان في جنوب الوطن أو في شماله, ولا أكتمكم سراً عن خطر الإرهاب الذي لم يعلن ضده الحرب بعد, في إنهاك الدولة ومحاولة إضعاف كل مقوماتها، وما تفجير أنابيب النفط وتخريب محطات الكهرباء إلا خير شاهد على الإرهاب المستتر وراء التمترس والتغطرس والرجعية والتخلف.
ومن العجيب أن يصبح الإرهاب ضد الإرهاب، ويشجب العنف, وهذا من أعجب وأغرب ما قرأت في أن الإرهاب يؤيد الجيش في مواجهة الإرهاب, وأغرب من ذلك هو قراءتي لتصريح أحد مسئولي الدولة حيال جماعة الحوثي في أنهم يعملون على إقامة دولة حديثة تلبي طلبات وحقوق الجميع.
لكنَّي أود أن أقول بكل صراحة لسيادة الدولة بشكل عام ولجيشنا البطل المقدام هذا هو الإرهاب بعينه الذي أجمعت كافة مكونات الشعب اليمني الأصيل على الحرب ضدهم وتطهير البلاد من شرورهم وإفسادهم، والعباد من أفكارهم ومعتقداتهم؛ فليس ثمة فرضيات أو مبررات لخلق الأعذار والتهرب من المسؤولية مادام الداء أصبح جلياً و ظاهراً كظهور الشمس في رابعة النهار؛ وما دامت عجلة بسط نفوذ الدولة وتحقيق الاستقرار قد تحركت فإن وقوفها من دون تحقيق المراد وبسط النفوذ للدولة مزيداً من الماسي وولوجاً في التخبط والإحباط والتشرذم، لا قدر الله.
محمد خالد الحسيني
الجيش وإتمام المسؤولية 1224