البعض لا زال يفكر بعقلية ما قبل ثورة الشباب التي تنشد التغيير للأفضل وبناء وطن العدالة والمواطنة المتساوية، فرغم أن المشوار لازال طويلاً ويحتاج إلى جهود مضنية ستستغرق سنوات طوال حتى نصل للهدف المنشود، إلا أن البعض يفكر بعقلية الكسب الحزبي وكيف يسحب البساط على هذا أو ذاك وكيف يعمل على إيصال من ينتمي لحزبه على حساب الآخرين حتى ولو وجد من هو أكفأ منه، بل إن البعض يفكر بعقلية الانتخابات وكأنها ستكون غداً.
أيها الأحباب جميعا.. الوطن بحاجة إلى تلاحم وإشعار كل واحد بحبه ووده لأخيه مهما كنا مختلفين في الانتماء الحزبي أو مستقلين، فالمخاطر لا زالت تهدد الوطن والأعداء يتربصون بنا من كل جانب، وما لم نستوعب بعضنا بعضا ونتعامل بإخاء وصدق بعيداً عن الحسابات الضيقة فإن وطننا سيظل في خطر وسنكون مساهمين في خرابه ونحن نعتقد أننا نحسن صنعاً، وسيجد المتربصون بنا تربة خصبة لهم لتفريق شملنا، فنناشد قادة الأحزاب أن يعيدوا حساباتهم ويعملوا على توعية قواعدهم بالانفتاح على الناس بصدق وأن يتعاملوا مع الجميع بميزان العدل والإنصاف وفقاً للمتغيرات الجديدة، لا أن يكرسوا أخطاء الماضي وكل طرف لا يرى من الشعب إلا المنتمين له.
إن من سيفكر بعقلية الاستحواذ أو الإقصاء للآخرين وينكفئ على نفسه وجماعته فإنه سيكون الخاسر الأول، وليكن التنافس بين الأحزاب تنافس برامج وتقديم الأفضل والأكفأ بغض النظر عن حزبه وقبيلته، دون تهميش لجهود أحد.
فالمشوار مازال طويلاً ومحفوفاً بالأشواك والمخاطر، ولن يستطيع أي طرف الاستغناء عن الآخرين, فلتتلاحم الصفوف وتتوحد الجهود ولنخلص النوايا لله أولا وللوطن ثانياً وليكن اليمن الحزب الكبير للجميع الذي لا يختلف عليه أحد.
عضو مجلس النواب
محمد مقبل الحميري
مالم نستوعب بعضنا بعضاً فإن الوطن سيظل في خطر 1311