الشريعة الإسلامية تعني في حقيقتها رحمة الخلق وصلاح دينهم ودنياهم وحينما نختزلها في معان جزئية أو نقدمها بغير صورتها الناصعة كما أرادها الله هذا يعني أننا أسأنا إليها وشوهنا جمالها قصدنا أو لم نقصد ذلك.
أ- فالشريعة تعني الشورى فلا مجال فيها للمستبدين والعابثين والذين قدموها لصالح الاستبداد وطوعوا بعض نصوصها لخدمة الطغاة إما أن يكونوا جاهلين بمقاصدها - إن أحسنا الظن بهم -أو أنهم جزء أصيل في منظومة الطغيان والفساد.
ب- والشريعة عدل كلها ورحمة وشمول وثبات في أحكامها والذين قدموها في جانبها المختص بالعقوبات فحسب إما أن يكون ذلك مبلغ علمهم منها - وهذا هو الغالب- أو أن فقه سنة التدريج لم يعد لها حساب في أدبياتهم.
ج- والشريعة تعني تجسيد الحقوق المشروعة والحريات المعتبرة والسياسة الراشدة والذين قدموها مواعظ زهدية فحسب أو دروسا نظرية أو ترانيم وجدانية أو تألهات روحانية هؤلاء كذلك خدموا خصومها ويسروا لهم طريق الزهد فيها والنأي عن أحكامها.
د- والشريعة تعني سلامة الخلق في ظلها وصيانة الحرمات وعصمة الدماء والذين قدموها خوفا ورعبا وتعسفا وغلوا كذلك كانوا من أكثر الناس دعوة بأعمالهم - قصدوا أو لم يقصدوا ذلك- إلى الصد عنها.
ه- والشريعة قيم وأخلاق وتواضع وسلامة للصدور ولين جانب وحسن ظن بأهل الإسلام والذين قدموها غليظة قاسية مصحوبة بسوء الظن وهبوط في الأخلاق أيضاً كانوا مساهمين في زهد كثير من الناس فيها بسبب سوء صنيعهم ونفرة الخلق عنهم.
و- والشريعة توحد وألفة واجتماع وتعاون وتناصر على الحق والهدى والذين جعلوا منها طريقا للعصبيات والحزبيات المقيتة أو حولوها إلى قداسات وعنصريات ودعوات طائفية ومناطقية هؤلاء كذلك كان لهم الحظ الأوفر في التوجهات الشاردة عن منهج الله بما اقترفته أيديهم من بغي وعدوان وتحجر وبهتان.
*رئيس اتحاد الرشاد
د. محمد بن موسى العامري
من معاني الشريعة 1684