منذ عام 1990م والأحزاب اليمنية بدلاً من أن تكون عامل بناء، تنافسي، شريف تحولت إلى عامل هدم ومتفرج- إلا ما ندرـ أكثر من 40 حزباً تأسس بعد إعلان الوحدة، وإذا ما سألت أي مواطن يمني عن عدد الأحزاب الذي يعرفها، حتما ستكون الإجابة بعدد لا يتجاوز أصابع اليد، لذلك عندها ستوافقني الرأي على التسمية (الأكشاك السياسية) بدلاً من الأحزاب وهذا ليس من باب السخرية أو التندر بل من باب الإنصاف وإعادة الاعتبار لمفهوم الحزبية والأحزاب.
هذا التردي في العمل الحزبي إن على مستوى ظهورها في المجتمع، أو على مستوى هيكلها الإداري الهرم هو انعكاس للثقافة الديمقراطية والحزبية القائمة على منطق القبلية والفئوية والطائفية والمصلحية التي طفت على الأكشاك اليمنية- لا أعم ـ في غالبها، هناك صورة ذهنية لدى قطاع عريض من الشعب على أن الحزبية سبب مشاكل اليمن وأن الأحزاب؟؟ البلاد أما التدخل الخارجي عبر تحالفات مشبوهة وتمويل على حساب البلد وأمنه واستقراره، هذه النظرة تجدها لدى المزارع في الريف اليمني الذي لا يفقه كثيرا في الأحزاب والأسس الفلسفية التي قامت عليها وأهدافها، طبعا هذا مواطن بسيط يلخص لك حالة الأكشاك الشبابية، هو يعلم أن الأحزاب لم تقدم شيئا.. هذا صحيح، لكن الرجل المثقف يقول لك السبب ليس في الحزبية والأحزاب وإنما في القيادات الكهلة التي تسيطر على الأحزاب وبالتالي تفرغها من مضمونها وتصبح هياكل خاوية على عروشها.
ومن هنا يجب على الشباب التحرك لاستعادة زمام المبادرة ومزاحمة القيادات العجوزة، وصولا إلى إزاحتها عن رؤوس الأحزاب من أجل العمل على ضخ دماء جديدة في أوساط المجتمعات وتجديد روح العمل البرامجي للأحزاب وإعادة المضمون الحقيقي للحزبية وإزالة الصورة النمطية السائدة عن الدور السلبي للأحزاب اليمنية القائمة اليوم.
على الشباب إثبات وجودهم وجدارتهم في قيادة العمل الحزبي وعلى القيادات الكهلة الاقتناع بضرورة تشبيب الأحزاب اليمنية وبالتالي إفساح الطريق للطاقات الكامنة من أجل الاستفادة من الثروة البشرية في اليمن.
محمد المياحي
أحزاب سياسية...بحاجة إلى تشبيب 1554