ماذا يريد المتفوق دراسياً من المجتمع عامة ومن أصحاب السعة في الرزق والمال؟ هل يريد تكريما آنيا ينتهي بانتهاء فعالية التكريم؟ أم يريد حاجة اكبر من تكريم يستمر لساعات أو أشهر ثم يعود ليعاني ظروفا قاسية تجعله يترنح في حياته الدراسية؟
المتفوق دراسياً الذي اعنيه هو ذلك الطالب وتلك الطالبة اللذان يسعيان لإثبات وجودهما في الحياة وفي طابور المتميزين والمتفوقين في التعليم العام والجامعي وكثير منهم يعانون من المعوقات والمحبطات التي قد تجبرهم على ترك الدراسة والبحث عن عمل يقتاتون منه هم وأسرهم التي قد تكون إحداها فقدت معيلها أو قد يكون معيلها فقير لاحول له ولا قوة.
المتفوق والمتميز الذي يعاني ظروفا قاسية قد يكون غير المتفوق الذي ولد فوجد والداه قد منّ الله عليهما برزقه الوفير فأعطياه اهتمامهما وجعلاه يتفوق دون أن يشعر بأدنى معانة كتلك التي يعانيها الفقير والمعدم الباحث عن التميز من ركام القهر والقسوة والمعاناة والمحبطات في الحياة.
اليوم تعددت الجهات التي تولي الطالب المتفوق دراسياً اهتمامها وتعمل على تكريمه وتحفيزه بكل ما أوتيت من إمكانيات حتى يستمر في إبداعه وتميزه وتفوقه الدراسي ومن تلك الجهات التي يلمس المجتمع جهدها ونشاطها مع المتفوقين: المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع، وجامعة تعز، ومعهما مجموعة هائل سعيد انعم التي تدعم مهرجان التفوق الدراسي كل عام والتي تدخل النسخة العاشرة، بالإضافة إلى رعاية جائزة الامتياز والتفوق الدراسي والتي دخلت نسختها السادسة، وهى جهود جبارة لهم أن تسهم البيوت التجارية بدعم هكذا منافسات في المجتمع.
وفي 19 ابريل أطلقت مجموعة احمد عبد الله الشيباني بتعز ”جائزة الهدى للتفوق الدراسي “ حيث بدأتها على مستوى حي المجلية, حيث تقع مدارس الهدى لتحفيظ القرآن الكريم، ورغم ضيق المساحة لها إلا أنها تشكل نقطة تحول كبير في نظرة رجال المال لمثل هذه الشريحة من المجتمع "الطلاب والطالبات" المتميزين في دراستهم والمتميزات في تحصيلهن التعليمي ويضاف إلي ذلك تميز الكثير في الجمع بيت تعليم وحفظ القرآن الكريم وتعلم العلوم الأخرى المقررة في منهج التعليم النظامي ، فكانت ولادة الفكرة في نطاق المجلية حيث بدأت بتكريم 16 طالب وطالبة في المرحلتين الثانوية والأساسية لكن الفكرة كان ممكن تشمل أكبر عددا من الطلاب والطالبات لو خرجت من الحي إلا أن المشروع يراد له الاستمرارية وبالتالي فلابد أن يسير وفق رؤية واضحة وتخطيط مركز بهدف ربط الشباب بكتاب الله تعالى فيكون الجمع بين تميز الدنيا وفلاح الآخرة هدف الراعي والداعم لفكرة دعم متفوقي الحي.
الحاج احمد عبد الله الشيباني يقدم رسالته من خلال المشروع إلى كل تجار المحافظة وأصحاب المال في أن يسهموا في أحيائهم ومدنهم في أن يكون لهم دور في بعث الهمة والحماس في نفوس الشباب والشابات الذين لازالوا في مقاعد الدراسية حتى يكون لهم حضور وبصمة في الحياة من خلال المنافسة على التفوق والتميز الدراسي الذي بدون شك سينعكس أثرها على المجتمع والبلد بشكل عام بما ستكون هناك من مخرجات واعية وناضجة تنفع البلد.
وهذا التنافس الحاصل بين المهتمين في دعم الطلاب دراسياً هو تنافس محمود وجميل ورائع نتمنى أن يصل إلى إيجاد صندوق خاص لدعم جهود الطلاب المتميزين والمتفوقين دراسياً حتى يستمر عطاؤهم في التحصيل العلمي بقوة وهمة كبيرة وحتى لا يشعر المتفوق أنه محاط بمحبطات وظروف قد تجبره على التراخي والتساهل في التحصيل فيضعف المستوى وتقل الهمة ويكون الناتج تراجع وتأخر من كان في المقدمة.
تحية للجميع ولكل الرعاة للتفوق من البيوت التجارية والشخصيات الاجتماعية وأصحاب المال "كبيراً أو صغيراً" ونشد على أياديهم في الاستمرار لأن دعمهم بدون شك سيثمر في المستقبل عقول ورجال ونساء يسهمن في التنمية والإعمار للوطن.
عبدالهادي ناجي علي
ماذا يريد المتفوق دراسياً ؟؟ 1660