كثيرة هي الأعاجيب التي نتلقى خبرها يوماً بعد آخر والتي هي ضمن مسلسل القصص الدرامية الخرافية الفكاهية لكنها عندنا واقع نعايشه.
منذ بداية التاريخ البشري لم توجد في هذه البقعة من الأرض المسماة ـ اليمن ـ شيء أسمه دولة، اللهم المحاولات ببناء سلطة على الطريقة اليمنية وكل من يحدثك عن الدولة فهو واهم, أو أنه لا يعرف المعنى الحقيقي للدولة.
المتعارف عليه تاريخياً وسياسياً أن الدولة نظام ومؤسسات ودوائر حكومية وجيش وشعب وسيادة فأما مؤسسات الدولة فتحولت إلى مقرات للإضراب ومهاترات على حساب المواطن والشعب المغلوب على أمره ـ عفواً أنا لست متشائماً ـ وأما الجيش فأعداد من المواطنين المعطلين من دورهم الحقيقي والمجني عليهم من قبل الرئيس ـ هادي ـ الذي كان معول عليه أن يعيد هيبة الجيش فإذا به يسقط ما تبقى منها ـ عمران ـ أبين ـ حضرموت ـ مثالاً للهيانة التي يتعرض لها الجيش بسبب حماقات هادي وخطته للسيطرة على الدولة وإحكام قبضته على جيشها بما يفرز وجوده على كرسي السلطة.
عندما تحرك الجيش الوطني في عمران لحسم المعركة مع المتمردين على النظام والقانون أوقف هادي هذه الحركة وحكَّم الحوثي ـ قاطع الطريق ـ وهذا يشرعن لتمرد الحوثي على الدولة ويعطي نشوة لدى مليشيا الحوثي للاستمرار في ترويع المواطنين والتوسع في مناطق أخرى بما يضعف معنويات الجيش الوطني.
ألا ترون معي أن اللعبة التي أداربها صالح حرب الحوثي مع الدولة منذ 2004 ـ 2009 يمكن أن تتكرر ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة بعض الشيء، حيث كان في السابق يعمد النظام إلى سحب الجيش كلما حقق انتصارات على الأرض وهكذا يعمل هادي اليوم يوقف الجيش عن عمله ويكرم المجرمين الذين هم بحاجة إلى من يردعهم لا من يحكمهم، طبعاً هذا غيض من فيض ورسالتي لشباب الثورة أن لا ينخدعوا بأحد فلقد انتهى زمن تقديس الأشخاص أو الثقة بهم ـ في عالم السياسة الإدارة ـ والأصل أن ننظر إلى الرجل وفق عمله فإما حسناً فيشكر وإما سوءً فيقوم ويبصر أنه على الطريق الخطأ وفي الأخير أليست الدولة مكلفة شرعاً وقانوناً بحماية مواطنيها والعمل لإيقاف كل من ينازع الدولة سيادتها أم أن الأمور ليست مكزمة ثم ما واجب الرئيس إذا لم يعمل هذا؟؟ ألا يصبح مجرد شيخ قبلي يدير الأمور وفقاً لأهوائه وأعرافه وتقاليده بدلاً من تحكيم القانون والعمل على إعادة هيبة الدولة وجيشها وسيادتها وتوفير الحماية لمواطنيها!! إلى أين يقود هادي البلاد؟؟.
محمد المياحي
عندما يتحول رئيس الدولة إلى شيخ قبيلة!! 1644