قبل سنوات ألتقيت مع الزميل الأستاذ/ نبيل البكيري والدكتور خير الدين حسيب -رئيس مركز دراسات الوحدة العربية ورئيس تحرير مجلة " المستقبل العربي " حينها وتحدثنا في هموم عربية شتى حيث أجريت معه حواراً لصحيفة المصدر وحين سألناه من هو الرئيس العربي الذي يشجع المركز ومطبوعاته؟ قال لنا: الرئيس الشهيد صدام حسين هو الزعيم العربي الوحيد الذي كان يشجع المركز ومطبوعاته ويعيد طباعة مجلة " المستقبل العربي " الصادرة عن المركز في العراق بكميات كبيرة جداً لتباع بسعر رمزي جداً تشجيعاً للقراء كما أنه وجه المؤسسات الرسمية العراقية بالاشتراك في بقية إصدارات المركز تشجيعاً له ..
رحم الله صدام حسين رغم أخطاءه والتي أبرزها دخوله للكويت وما جره هذا القرار الخاطئ من تداعيات سلبية في المنطقة وديكتاتوريته واستبداده إلا أن الإنصاف يقتضي القول بأن الرجل كانت له أيضاً إيجابيات كبيرة وحسنات كثيرة جداً وأهمها وقوفه في وجه التمدد الإيراني في المنطقة حيث كان يسد علينا ثغرة كبيرة جداً وبعد رحيله إلى رحاب الخلود شهيداً على أيدي العلوج الأمريكان وحلفائهم من قادة الشيعة وابن العلقمي الذي يحكم حالياً عرفنا قدره وأدركنا كم مدى التأثيرات الكارثية للمخططات الإيرانية التي تستهدف الأمة وكم كان هذا الرجل كبيرا وكيف كان العراق في زمنه في تقدم ورقي حيث كان العراق البلد العربي الوحيد الذي انتهت فيه الأمية تماماً وشهد نهضة علمية وحضارية وتقدم كبير في مختلف المجالات وكان يزخر بالآلاف العقول العلمية من العلماء المتخصصون في مجالات دقيقة فتآمر عليه الأمريكان وإيران والشيعة عموماً ووجدوا في العراق قبل صدام هدف مشترك لمؤامراتهم ومخططاتهم وسقط العراق تحت أقدام العلوج بتسهيلات كبيرة قدمتها إيران وشيعة العراق حتى قال نائب الرئيس الإيراني حينها محمد علي أبطحي في تصريح صحفي يوضح مدى تعاون الأمريكان وإيران وكان كفيل بإيقاظ الأمة : " لولا إيران ما سقطت كابول وبغداد " ..
لقد كان الأمريكان العلوج وأذنابهم من عملاء الشيعة ومرتزقة إيران حريصون على الانتقام من صدام لدوره في الحرب ضد إيران وصد توغلها في العراق والبلاد العربية وحريصون على إذلال الرجل وتصويره بشكل مزري وكانت مسرحية الحفرة التي صوروه على أنه مختبئ بها وأبقوه حتى صار أشعث وأغبر نموذج لما نقول وبعد محاكمة هزلية للرجل قاموا بإعدامه بيوم عيد الأضحى المبارك كرسالة إهانة للأمة العربية والإسلامية.
رحم الله صدام حسين وغفر له خطاياه وهذه شهادة أسجلها لله ثم للتأريخ.
محمد مصطفى العمراني
شهادة تأريخية عن الشهيد, صدام حسين رحمه الله 1724