في البداية يجب أن يتذكر شباب الثورة أن هادي من النظام السابق الذي ثار عليه الشعب وهذا أكبر خطأ وقع فيه حاملي المشروع السياسي للثورة, عندما قبلوا برئيس لديه موقف واضح من الثورة وإن كان يتظاهر أنه ثوري ولم أجد تفسيراً للرضوخ الواضح في أوج عنفوان الثورة عندما قبل اللقاء المشترك بهادي رئيساً للجمهورية إلا أن الحديث الآن عن هذا الخطأ لا جدوى له ولكن أحببت أن أوضح نتائج هذه الكارثة.
التحركات الأخيرة للرئيس هادي وطريقة عمله في إدارة البلاد تحمل طابع الضعف رغم وجود كل عوامل القوة بيده وكذلك التردد رغم وقوف قطاع عريض من الشعب بجانبه إذا ما اتخذ قرارات حاسمة في هذا الشأن وكذلك مواقفه تبدو انتهازية ويسعى لبناء سلطته الخاصة على حساب الثورة وأهدافها, ناسياً أو متناسياً أنها هي من أوصلته إلى كرسي الحكم إلى وقت قريب.
لم أكن مقتنع أن هادي رجل يسعى لتحقيق مطامح شخصية ويقايض الجميع من أجل هذا إن نظرة فاحصة في مجمل الأحداث جعلتني أغير رأيي وأوجز لكم أبرز محطات وأماكن الضعف الذي يعزي إلى مشروع الرجل في رئاسة وحكم هادي.
أولاً: موقف الرئاسة من التمدد الحوثي المسلح والذي أخذ يزداد بشكل مضاعف عن تمددهم في عهد سلفه صالح سيطروا على صعده وفتحوا جبهات في عمران وحجه والجوف وصولاً إلى صنعاء بل على بعد 10 كيلو متر من مقر حكم هادي والرجل صامتاً تحت ذريعة التوافق وأن المرحلة حساسة وهكذا أصبح يتخاذل في حماية المدنيين الذين انتخبوه ليحكم لا ليلعب دور شيخ القبيلة والوسيط, هادي أضعف هيبة الدولة وسمح للمليشيات أن تنازعه سلطته وهذا ما جعلني أتوجس من هذا الرجل وأعلق أن هادي ليس ولي أمري وهذا رأي يشاطرني فيه كثيراً من الشباب..
ثانياً: موقف هادي من الرئيس السابق وإن كان كما يظن البعض أن تمرد على طاعته أو تنكر لها حسب تعبير صالح إلا أن هادي يسعى لإرضاء صالح واستمالة قيادة المؤتمر إلى صفه ويفسر هذا تمسك هادي بالمؤتمر إلى الآن وخوفه من إقصاء صالح له من أمانة المؤتمر ونيابته إذا ما التحم المؤتمر في مؤتمره العام رغم ذكر مجلس الأمن صراحة أن صفحة صالح منطوية ومع هذا يظل هادي متمسكاً به ويمكن عزو هذه الأحداث توازنات سياسة بين الإصلاح والمؤتمر ويخاف هادي أن إضعاف المؤتمر سيمنح للإصلاح سلطة أكبر على الرئيس.. أما بالنسبة لموقف الإصلاح الذي يتجشم عناء الحكم إعلامياً ويسعى لتسخير إمكانياته للذود عن الحكومة الذي لا يملك فيها ناقة ولا جمل, اللهم إلا وزارتين أو ثلاث.
الإصلاح الحاكم الوهمي الذي يصوره الإعلام وهو يصدق ذلك, يسعى للدفاع عن حكومة فاشلة ولا أدري لماذا؟
ثالثاً: هادي يسعى لإضعاف جبهة التغيير ويبدو جلياً أن هذه الثورة لم تعد من أولويات هادي وتعزز ذلك بالتعيينات العسكرية الجديدة التي كرس من خلالها هادي مشروعه الخاص المرتكز على شراعات الولاءات ولو على حساب الثورة وأهدافها.
لكن الخطورة تكمن أن هادي يحذر شباب الثورة بكلمات رنانة وشعارات فضفاضة لا تجدي شيئاً.
مرت محطات كثيرة كان بإمكان هادي أن يثبت ولاءه للثورة والتغيير لكنه فضل الصمت في وقت الكلام فيه والعمل ركنان أساسيان لإثبات شخصيته 5 ديسمبر 2013م مثالاً أو ما يعرف بحادثة العرضي وزارة الدفاع لم يستغلها هادي ويعمل من أجل إعادة الحشد الوطني المختطف وكان بإمكانه لإطاحتهم بأعتى رموز الفساد في الجيش لكنه للأسف ولا أدري لماذا مرت عليه مرور الكرام هذا مثالاً والمواقف المتخاذلة كثيرة..
محمد المياحي
هادي..لست رئيسي..!! 1531