حينما سافرت من العاصمة إلى قريتي في مديرية الشعر أبدأ بالصعود من مركز مديرية السدة تقابلني مباشرة قرية الأغبري وهي قرية تقع في رأس الشعر بين السدة والمقالح تكسوها الخضرة والجمال طوال العام, وفيها غيل جاري لا ينقطع طوال السنة يميز القرية ومحيطها الخضرة والجمال فتظل الزروع والثمار تكسو القرية كلما مررت بها.. وفي أسفل الشعر جوار الرضائي مركز المديرية, تقع قرية الأخضري وهي قرية غبراء قاحلة لا ترى فيها الخضرة إلا في الموسم عند هطول المطر ولا يوجد فيها ماء ومع حبي واحترامي لأهالي القريتين إلا أن الأسماء وقعة في غير محلها.
ويبدو أن العالم كله يتلاعب بالأسماء والمسميات كلاً حسب قدرته وإمكانياته فإسرائيل تمثل أرض فلسطين منذ العام 1948م وتصف الفلسطينيين المدافعين عن أرضهم وحقهم بالحياة بالإرهابيين بدلاً عن المسمى الحقيقي وهي المقاومة.
أما في العالم العربي فحدث ولا حرج فكثير من الأنظمة التي جثمت على شعوبها منذ زمن طويل بمسميات مختلفة, وطنية تارة وقومية وتحررية تارة وهلم جرا وتدعي الدفاع عن الشعب والوطن من الشعب أما المستعمر فهو صديق حميم تبيعه ثروات الأمة بثمن بخس كما حصل في مصر واليمن.
وكثير من الأحزاب والمنظمات في الوطن العربي تسير على نفس الشاكلة فمنها ما سمي بالوطن والشعب والأحرار والتحرري وهي عبارة عن أحزاب ساعدت كثيراً في تدخل المستعمر بشئون البلاد وساعدته على نهب ثروات الوطن وخيرات الشعوب ومساهمة مع الأنظمة الحاكمة إلى جعل الشعوب تحت خط الفقر وكرست التخلف والانحطاط.
ففي سوريا وبمجرد أن بدء الشعب السوري يطالب بحريته من الظلم والاستعباد ما فتأ النظام يصف الشعب السوري بصفة الإرهابيين والعملاء والخونة ويسمي نفسه بالنظام الوطني وهو نظام عميل رهن البلد بيد إيران وروسيا من أجل البقاء وليس بعيداً ما حصل في أرض الكنانة حينما ينقلب حفنة من قادة الجيش المصري على إرادة الشعب بإيعاز ودعم من الخارج والإقليم ويعزلوا رئيساً منتخباً ويضربوا بإرادة الشعب المصري بعرض الحائط ويصفوا أنفسهم بالشرعية والوطنية ويسموا الحزب الفائز بالانتخابات بالجماعة الإرهابية وهم من أرهبوا الشعب المصري وقتلوا خيرة شباب مصر بالآلاف.
وفي اليمن في الآونة الأخيرة جماعتين: الأولى تسمي نفسها بأنصار الله والأخرى تسمي نفسها بأنصار الشريعة.
الأولى: تدعي الحق الإلهي بالحكم وأن الله اصطفاها دون سائر خلقه ومن أجل ذلك تقوم باقتناء أنواع السلاح وتريد أن تحل محل الدولة بقوة السلاح وتنشر الخراب والدمار والقتل ووصل بها الحد إلى تدمير بيوت الله والمدارس والمساكن فوق ساكنيها وتشرد مئات الآلاف من بيوتهم وقراهم.
الفئة الأخرى: أحلت دماء اليمنيين وتمارس القتل المنظم والمستمر دون خوف أو رادع من ظهير وكلها مسميات لا تصل إلى الاسم بصلة أو لست معي أخي القارئ.. أن تلك المسميات غير ذات صلة. والله من وراء القصد
محمد نور الدين اليامي
مسميات غير ذات صلة 1347