في الوقت الذي نؤكد فيه أن العصمة ليست إلا للرسل وأن العلماء كل يؤخذ من قوله ويرد _إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم _ إلا أن التجاوز في حقهم أو التطاول عليهم ينم من معان تخفي وراءها من السوء ما يستدعي كشف خفاياه.
أ ـ فالبعض- تحت شعار البعد عن التقليد ودعاوى الاجتهاد والجرح والتعديل- يتطاول على العلماء وكأنه يرى نفسه في مقام يمنحه تقييم العلماء!!
ب ـ والبعض- تحت شعار نصرة الدين والحماس له وحماية الشريعة وجناب التوحيد- يتقحم الغمز والهمز للعلماء لأنهم لم يوافقوا على غلوه وعوجه, فلذا ينعتهم بالميوعة أو الدوران في فلك السلطان أو تمييع الولاء والبراء أو الركون إلى الظالمين ونحو ذلك وكأن المطلوب من العلماء أن يجلسوا بين يديه ليعلمهم التوحيد على طريقته!!
ج ـ والبعض- تحت شعار محاربة الكهنوت أو الرمزية المقدسة ـ كما يقولون ـ لا يترددون في مهاجمة العلماء لعلمهم بأن هناك من يبارك توجهاتهم المشبوهة من جهة ولتسويق مشاريعهم التحررية _زعموا_ وهي مشاريع لها من العناية والرعاية لدى المنظمات التغريبية ما يغري ضعاف العقول والأديان.
د ـ والبعض يريد من العالم أن يكون موافقآ له في آرائه السياسية ! مالم فإنه متشدد ومنغلق ولا يدرك أبعاد المؤامرات الدولية ! باختصار مطلوب من العالم فتاوى حسب الرغبات السياسية ما لم فليس لمقامه حرمة ولا لعرضه صيانة.
والمقصود أن الإسلام علمنا كيف نحترم العلم بمختلف تخصصاته وأنواعه من طب وهندسة وكيمياء وفلك وتكنلوجيا وغيرها فضلاً عن علماء الشريعة الذين هم المقصودون أصالة بالثناء والرفعة في نصوص الكتاب والسنة ودورهم مع الوحي لا يتجاوز الشرح والاستنباط وليسوا مشرعين ولا منشئين للأحكام فليحذر كل مسلم من خصومة أخيه المسلم أو الإساءة ناهيك عن من جعله الله معلماً للخير داعياً إلى الهدى.
رئيس اتحاد الرشاد
د. محمد بن موسى العامري
التطاول على العلماء 1633